الاثنين، 27 مايو 2019

#23 الكبد - هيا نعش #رمضان 10

هناك مصنع في داخل جسمك ، يعمل 24 ساعة كمحطة فرز ومعالجة وتخزين في آن واحد . يقدر له خمسمائة وظيفة يقوم بها في جسمنا ، والعجيب أن كل خلية من خلاياه تقوم بكل هذه الوظائف . ولو أن جراحاً استأصل معظم كتلته فإنه يُعيد بناء نفسه . إنه الكبد .
يتراوح وزن كبد الإنسان قرابة ألف وأربعمائة جرام .
يستقبل الكبد الدم المحمل بالغذاء من الأمعاء . فإذا وصل الدم إلى الكبد تبدأ عملية المعالجة ، يوجد في داخل الكبد محطات معالجة داخلية صغيرة ، تعالج أصناف الكربوهيدرات والدهون والفيتامينات والمواد المغذية الأخرى بطرق مختلفة .
أودع الله  في الكبد خاصية دقيقة جداً وهي التحويل ؛ يستطيع الكبد أن يحول السكر إلى بروتين ، والبروتين إلى سكر ، والسكر إلى دسم ، في حالات ضرورية ، فهو مصمم على أن يعالج ذاته معالجة داخلية ، كل ذلك حفاظاً على الحياة .
يقوم الكبد بتخزين الدم ، يستوعب ألفاً وخمسمائة سنتيمتر مكعب من الدم ، فإذا طرأ طارئ أو حصل نزيف فإنه مباشرة يقوم بتحرير جزء من هذا الدم المخزون ليعوض الدم المفقود .
يعمل الكبد أيضاً كحجرة للمؤن والإمدادات الغذائية ، فيقوم هذا المخزن بتخزين السكر والدهون والبروتين والفيتامينات ، يحتفظ بهذه المواد لحين احتياج الإنسان .
قد يحتوي الدم المتدفق إلى الكبد بعض السموم والمنتجات الثانوية التي لا يستخدمها الجسم , فيراقب الكبد ذلك بدقة ، فإما أن يقوم بتحويلها إلى منتج لا يضر بالجسم أو يعزلها خارجاً ليتم طرحها .
لا يعتبر الكبد مصنعاً ما لم يقم بتصنيع شيء ، يقوم الكبد بتصنيع البروتينات وعوامل تخثر الدم وتصنيع الدهون والكوليسترول ، كما يقوم بصنع فيتامين د ومواداً تساعد على الهضم .
لكن أحد أكثر منتجاته حيوية هي الصفراء ؛ تعمل كمحطة صديقة للبيئة ، يحول الكبد النفايات السامة إلى هذا السائل الذي يجري في وعاء صغير أسفل الكبد يدعى المرارة ، فيتم رشحه إلى الأمعاء ليساهم في هضم الدهون ، كما تساعد في طرد السموم من الكبد إلى خارج الجسم .
قال صلى الله عليه وسلم : (فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ) [صحيح البخاري عن أبي هريرة]. فإرواء عطش إنسان أو حيوان بشربة ماء لا يكون أثرها فقط على اللسان ، إنما طعمها ولذتها على هذه الكبد الجافة . فإطفاء حرارة الظمآن وتبريد الكبد كي تصبح رطبة من أعظم أبواب الجنان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق