الجمعة، 24 مايو 2019

#19 القلب - هيا نعش #رمضان 10

بعد مرور اليوم الحادي والعشرين من الحمل يبدأ قلب الجنين بالنبض ، فإذا باشر القلب عمله سيظل يضخ الدم بدون راحة ، لا يهدأ ولا يعرف التعب ، فإذا توقف القلب سكن الإنسان .
قلب الإنسان من أعجب ما خلق الله، قلب بحجم قبضة اليد يزن حوالي ثلاثمائة جرام ، يعمل أربعاً وعشرين ساعة في اليوم دون توقف لا يشكو ولا يحتاج إلى صيانة . يضخ الدم باستمرار ليزود خلايا الجسم بما تحتاجه من الأكسجين والغذاء ، قلب ينبض كي يبقي الإنسان حياً
ينبض قلب الإنسان بين 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة .
ولأن القلب عضو متحرك ، ينقبض وينبسط طول اليوم ، فقد أودع الله لهذا العضو الثمين كيساً مليئاً بالسوائل يحيط به ويدعى التامور ، يفرز مادة تلين عضلة القلب ، ويمنع احتكاك القلب بالنسج المحيطة أثناء النبض .
للقلب أربع حجرات : أذينان في الأعلى يستقبلان الدم ، وبطينان في الأسفل يضخان الدم خارج القلب ، ولضمان تحرك الدم باتجاه واحد سخر الله للقلب صمامات تفتح عند اندفاع الدم ، ثم تغلق تلقائيًّا لمنع رجوعِ الدم . ويبطن حجرات القلب غشاء رقيق جداً يدعى الشَّغَاف يوفر حماية لصمامات القلب .
ينفرد القلب عن سائر أعضاء الجسم بمولد كهربائي ذاتي ينظم أداء القلب دون تدخل من الدماغ ، فتقع على جدار الأذين الأيمن مجموعةُ خلايا تقوم بتوليد الشرارة الكهربائية المحفزة للقلب كي ينبض
(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
المؤمن إذا سمع ذكر الله اطمأن قلبه وهدأت نفسه ، وإذا ذُكر بآيات ونعم الله خشع قلبه وزاد إيمانه فالقرآن شفاء لما في الصدور ، وإن الله يحب الذاكرين والذاكرات .
قال صلى الله عليه وسلم : (ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صَلَحَتْ صلحَ الجسدُ كلُه وإذا فسدَت فسدَ الجسدُ كلُه ، ألا وهي القلب) [متفق عليه]. وما سمي القلب قلباً إلا من كثرة تقلبه .
إنَّ القلوبَ بينَ إصبَعَينِ من أصابعِ اللَّهِ يقلِّبُها كيفَ شاءَ ، ومع توالي الفتن يزداد خوف الإنسان على قلبه ، ولعظم هذا الأمر كان صلى الله عليه وسلم يردد كثيراً : (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) كيف السبيل للنجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون ؟ بقلب لا يعبد إلا الله بقلب يشهد أن لا إله إلا الله ، إلا من أتى الله بقلب سليم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق