الأحد، 12 مايو 2019

#08 الأنف - هيا نعش #رمضان 10

هل يمتلك كلَ إنسان رائحة خاصة به ؟
سنين طويلة مضت ولم يتوقف قلب نبي الله يعقوب عن الحنين لابنه يوسف عليهما السلام ، قلب أب لم ييأس من رحمة الله . فلما أرسل يوسف قميصه لأبيه وقبل أن يصل القميص كانت المفاجأة ما قاله الأب الشيخ : (وَلمّا فَصَلَتِ العِيرُ قَالَ أَبُوهُم إِنّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَولاَ أَن تُفنّدُونِ)
إن لحاسة الشم في الأنف قدرة عجيبة على تحفيز الذاكرة ، يشمُ الإنسانُ رائحةً تجعله يستعيد ذكريات قديمة تثير عاطفته وتهيج مشاعره . بالشم نستمتع برائحةِ الزهور وبأنواعِ العطور ، نتعرفُ الطعامَ الجيدَ فنقبلُ عليه أوِ الطعامَ الفاسدَ فنتحاشاه ،
كيف نشم ؟ عندما نتنفس يدخل الهواءُ إلى الأنف، فتستقبله شعيرات صغيرة تقوم بتنقيته من الجراثيم قبل أن يصل إلى الرئة ، ثم تحط جزيئات الرائحة على طبقة في آخر سقف الأنف تدعى بالظهارةِ الشمية  هي مفتاح كل شيء نشمه ، فتذوبُ جزيئاتُ الرائحة في المخاط المحيط بها ، ثم تندمج مع خلايا المستقبلات العصبية الشمية فتنقل معلومات الرائحة إلى الدماغ .
يستطيع الإنسان أن يميز أكثر من تريليون رائحة مختلفة .
يمتلك الدماغ ملايين المستقبلات العصبية الشمية ، تميزُ مُخْتلِفَ أنواعِ الروائحِ بشكلٍ مذهل .
هناك أشياء لا نراها ولا نسمعها ، لكن نشعر بها برائحتها ، تعطي حاسةُ الشمِ دائرةَ أمانٍ واسعةٍ جداً ، وبدونها لا نستطيع التعرف على المخاطر المحيطة بنا . فبينما أنت في غرفة نومك إذ بك تشم رائحة الغاز في المطبخ والأضواء مطفأة والظلام شديد والصوت معدوم فتقوم وتغلق موقد الغاز.
الأنف يمثل العزة عند الإنسان ، فهو واضح تمامًا في الوجه ، (سنسمه على الخرطوم) أي سنجعل على أنفه علامة لا تفارقه يُفْتَضَحُ بها . قال صلى الله عليه وسلم : (رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدُهما أو كليهما فلم يدخل الجنة) [رواه مسلم] رغم أنف أي التصقَ أنفَهُ الذي يعتز به بالتراب ، وهو كناية عن شدة الذل والهوان .
اهتم الإسلام بالتنزه عن الروائح الكريهة ، وكان قدوتنا صلى الله عليه وسلم يحب دائماً الروائح الطيبة ، إذا مشى عرف من طيب المسك ، وإذا صافحه الرجل فكأن كفه كف عطار من الطيب . عن أنس رضي الله عنه قال : (ما شممتُ عنبراً قَطُ ولا مِسْكَاً ولا شيئاً أَطيبَ من ريحِ رسول الله صلى الله عليه وسلم) [صحيح مسلم] .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق