الجمعة، 10 مايو 2019

#06 الأذنان - هيا نعش #رمضان 10


لم ينقطع الصوت ، لكن هل جربت أن تعيش يوماً بدون أصوات ؟ هكذا يعيشُ الأصمُ حياتَه .
ترافقت كلمتا السمعِ والبصر في كتاب الله وقدم الله السمع على البصر في معظم الآيات .
فهي أولُ حاسةٍ يستخدمها الإنسان قبل أن يولد ، يكتمل نموها في الشهرِ الخامسِ من الحمل ، فيسمع الجنينُ الأصواتِ وهو في بطن أمه قبل أن يرى .
قال تعالى : (قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قليلاً ما تشكرون) [سورة الملك : 23].
فإذا جلست في غرفة فأنت ترى ما بها فقط ولا تعلم ما يحدث خارجها ، أما أذنك فتغطي بالسمع كل البيت ، فأي حركة تقع في غرفة أخرى تصل إلى أُذُنِكَ مباشرة فتميز ما حولك .
لماذا أذنان ؟ بأذن واحدة لا نستطيع أن نميز اتجاه الأصوات وتحديدَ موقعها .
الأذنُ أداةُ التعلم ، تعلمنا القرآن بالسمع والتلقي ، بالإذن نسمع الحق وندرك المعارف .
(لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية) أي تعي ما سمعت من كتاب الله عز وجل .
إن السمع عملية معقدة ، كل شيء يتحرك يحدث صوتاً ، فتلتقط الأذن الأصوات
ويجمع صيوان الأذن الصوت ويضخمه ، فيدخل عبر القناة السمعية ليرتطم بطبلة الأذن ، فتهتز الطبلة وتتحرك العظيمات الموجودة في الأذن الوسطى . فتقوي هذه العظيمات موجات الصوت ثم تنقلها إلى الأذن الداخلية . تقوم القوقعة بتحويل موجات الصوت إلى إشارات عصبية تنتقل عبر العصب السمعي إلى الدماغ , الذي يقوم بترجمتها إلى ما نسمعه من أصوات .
وردت كلمة (سمع) ومشتقاتها في القرآن الكريم مائةً وخمسةً وثمانينَ مرة .
جعل الله الأذن الداخلية مركزاً لحفظِ توازنِ الجسدِ كله ، حيث تحتوي على أعضاءٍ خاصة تستجيبُ لحركات الرأس ، فتزود الدماغ بمعلومات مستمرة عن وضع الجسم كي يبقى متزناً ، وبدون خاصية التوازن لا يمكن أن يبقى الإنسانُ قائماً وقد يقع إن حاول أن يتحرك .
عندما ننام تنام جميع حواسنا إلا حاسة واحدة تبقى يقظةً وهي حاسة السمع ، قال تعالى في أصحاب الكهف : (فضربنا على أذانهم في الكهف سنين عددا) فبتعطل سمعهم كُتِبَ لهم النوم مئات السنين
السمع هو آخر ما يغادر الدنيا عند موت الإنسان . ولا يشعر بنعمة السمع فعلاً إلا من فقدها ، فالحمد لله الذي من علينا بسماع كلام الله (إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق