الأربعاء، 8 مايو 2019

#04 خلق الإنسان - هيا نعش #رمضان 10

خَلَقَ الإنسان من علق ، العلق هو كل ما يعلق ، سمى الله أول سورة نزلت في القرآن بالعلق ليذكرنا بتلك اللحظة وبأول طور في حياتنا عندما كنا عبارة عن علقة تعلق بالرحم .
معَ تطورِ المِجْهَر واختراعِ آلاتِ التصويرِ الحديثة ازدادت الأبحاث حول دراسة علم الأجنة، وبدأت تتوضح أمام العلماء مراحل تطور الجنين.
تبدأ رحلةُ الإنسان كنطفة أمشاج مكونة من ماء الذكر وماء الأنثى ثم تتعلق هذه النطفة في جدار الرحم فتبدأ الخلايا بالنمو ويبدو الجنين وكأنه مادة ممضوغة كالمضغة ، ثم تنشأ العظام وتكسى بالعضلات ويتكون الإنسان .
هذه الحقائق اكتشفها العلم حديثاً ، بينما نص عليها  القرآن مُنذُ أربعةَ عشرَ قرنا .
قال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)﴾ [سورة المؤمنون12 - 14] .
يبلغ عدد أسابيع الحمل الطبيعي حوالي أربعين أسبوعاً ، أي ما يقارب 280 يوماً .
تمكن الأطباءُ اليوم من تصويرِ الجنين وهو في رحم أمه أُسبوعاً تلو الأسبوع مراقبين تطورَه .
وجدوا أن صورة الجنين في بداية الأُسبوع السادس الأنف مختلط بالفم متصل بالعين ،
الرأس ملتصق بالجذع اليد كالمجداف
فإذا انتهى هذا الأسبوع أي في اليوم الثاني والأربعينَ من الحمل انتقل الجنين من مظهر غير متميز إلى مظهر إنساني متميز ، فيبتعد الرأس عن الجذع وتتوضح معالم الأنف والفم، وملامح اليدين والرجلين ، لكن هل ورد هذا اليوم وهذا الرقم في السنة النبوية؟
قال صلى الله عليه وسلم  : (إذا مر بالنطفة ثِنتانِ وأربعونَ ليلة بعث اللهُ إليها ملَكًا . فصوَّرها وخلق سمعَها وبصرَها وجلدَها ولحمَها وعظامَها . ثم قال : يا ربِّ ! أذكرٌ أم أنثى ؟ فيَقضي ربُّك ما شاء) [صحيح مسلم].
يعيش الجنين في قرار مكين وهو الرحم ، هو قرار ومستقر له به ينمو ويتغذى مطمئناً ،
يحيط بالجنين من كل جانب غشاء رقيق ، يوجد في هذا الغشاء سائل يسمى بالسائل الأمينوسي .
يقوم هذا السائل بحماية الجنين فيمتص الصدمات التي تصيب المرأة الحامل بحيث لا يتأثر الجنين ، يسهل حركة الجنين ويؤمن له درجةَ حرارةٍ ثابتة تعينه على النمو ، كما يسهل الولادة ويطهر ويعقم مجرى الولادة . فسبحان الله الذي أتقن كل شيء صنعه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق