الجمعة، 24 مايو 2019

#20 الدم - هيا نعش #رمضان 10

تحتاج خلايا جسدنا من الرأس إلى القدمين إلى غذاء كي تقومَ بوظائفها ، وينتج عن ذلك فضلات يتوجب التخلص منها . ترى كيف تتم عملية نقل هذه المركبات المتنوعة في جسمنا ؟
إنها شبكة الأوعية الدموية ، هي شبكة واسعة متشعبة تنقل الدم في كافة أنحاء الجسم ، يدور الدم عبرها في نظامٍ مغلقٍ يبدأ وينتهي بالقلب .
يغادر الدم من القلب عبر الشرايين ، والشريان هو وعاء يحمل دماً غنياً بالأكسجين والمواد الغذائية . يُبَطن الشريان بجدار سميك من العضلات الملساء تجعله يتحمل ضغط الدم . كما يتميز جداره بالمرونة التي تساعد في دفع الدم باتجاه أعضاء الجسم المختلفة .
تتفرع الشرايين وتأخذ في الصغر والدقة تدريجياً تصل إلى أطراف الجسم  إلى أن تنتهي بأوعية دقيقة تعرف بالشعيرات الدموية . ولو غرزت دبوساً في أي مكان بجسدك لخرج الدم . وتعمل الشعيرات كمنطقة تبادل بين الشرايين والأوردة .
أما الأوردة فهي أوعية تحمل مخلفات الخلايا وثاني أكسيد الكربون وتعود إلى القلب مجدداً . وبإعجاز من الله يصعد الدم في الوريد من أسفل إلى أعلى بعكس الجاذبية الأرضية . ويعود ذلك إلى وجود صمامات في تركيب الوريد تسمح للدم أن يسير باتجاه واحد فقط دون أن يرجع .
يبلغ طول الأوعية الدموية إذا وُصلت ببعضها في خط واحد مائة ألف كيلومتر
الدم هو السائل الأحمر الذي يجري في الأوعية الدموية .  وتعمل خلايا الدم كأسطول بحري ؛ هناك سفن للإمداد وهي كريات الدم الحمراء تحمل الغذاء وتنقل المخلفات ، وهناك سفن للدفاع وهي كريات الدم البيضاء تحمي الجسم من هجمات الميكروبات المختلفة ، وهناك سفن للإنقاذ وهي الصفائح الدموية توقف النزيف .
وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم [سورة البقرة : 84].
لا تسفكون دمائكم وكأن من يسفك دماً يسفك دم نفسه . الإنسان مكرم عند الله ، والإنسان دمه معصوم مهما كان دينه أو لونه أو عرقه ، ولقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا . قال صلى الله عليه وسلم : (لا يزالُ العبدُ في فَسْحَةٍ من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً)
[صحيح الجامع عن عبد الله بن عمر] .
قطرة الدم لا تقدر بثمن وعندما تهدى فهي تنقذ حياة إنسان . بسبب المرض أو الإصابات يحتاج المرضى إلى دم إضافي ، ولا يمكن تصنيع وحدات الدم . لذا فالمصدر الوحيد للدم هو التبرع بالدم ، فتبرعك بوحدة دم قد يساهم في إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص كما أنه يعود على بدنك بالنفع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق