الخميس، 9 مايو 2019

#05 قلب الوالدين - هيا نعش #رمضان 10

بعد تِسْعَةَ أشهرٍ من التوتر انتهى الانتظار تحقق الحلم وجاءت هديةُ الرحمن وأخيراً حملت الأم طفلها بين يديها ودموع الفرح تملئ عينيها وضمّ الأب ابنه للمرة الأولى تغمره سعادة لا توصف 
عندما بشر الوالدان بخبر الحمل فرحا وشكرا الله على هذه النعمة ، كم تمنيا رؤيته يتحسس الأب على بطن الأم فيحدث ابنه : متى ستأتي كي أراك
أما الأم فتتشوق لتراه تفرح بضرباته ترى صورته في الجهاز تسمع نبض قلبه . يستمد الجنين الحنان والغذاء من أمه  وهو قاعد هانئ مستريح أما هي فتعاني القيء والغثيان وثقل البطن وهو لا يدري ، لكنها لا تشكو ولا تمل متحملة راضية صابرة لعل الله لا يضيع لها حملها .
قال تعالى : (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير) [سورة لقمان : 14].
يتسابق هو وروحها بالخروج فقد تسبق روحها فتموت هي . فإذا رأته فرحت ونسيت كل آلامها وأخذته في أحضانها .
أسكن الله في قلب الأم رحمةً ، وأجرى في صدرها حليباً جعله الله هبةً لهذا الطفل ،
حليب آمن جاهز دائماً بالحرارة المطلوبة سهل الهضم معقم  يُكسِب الطفلَ مناعةً من الأمراض .
قلب ينبض بكل حب وعطاء ، كم اعتنت بطفلها وتجاهلت نفسها ، تضحكه إذا بكى ،
تطعمه تنظفه تلبسه أجمل الثياب ، تخاف عليه وتذهب لتطمئن عليه في كل دقيقة  ،
ولا تنام حتى تراه نائماً ، وإذا مرض تسهر الليالي كي تداويه وتدعو له .
أما الأب فهو السند وهو الشمعة التي تحترق كل يوم لتنير طريق الأبناء ،
الابن قطعةٌ مِن الأب هو فِلْذة كبده . يجوع كي يشبع الابن ، ينزع ردائه كي يدفئ ابنه ،
لا يغفو إلا بعد أن تغفو قلوبُ أبنائِه
أودع الله في قلب كل أبٍ وفي قلب كل أم دَفْقَةً من العطف والحنان والرحمة بالأبناء .
يتمنيا لابنهما كل خير وإن كان عاقاً بعيداً ؛ ينسيا الماضي بمجرد رؤيته . رحمة الوالدين بأبنائهما هي نموذجٌ مصغرٌ جداً عن رحمة الله عز وجل . لكن هل قلب الابن يبادلهما الشعور ؟
وقضى ربك أي حكم وقضاء من الله، ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً فقرن الله حقه بحق الوالدين ، وقضى على الابن أن يعامل الوالدين بإحسان أن يكون خادماً لهما متذللاً لهما وأحن صدر عليهما في كبرهما . داعياً لهما دائماً : (رب ارحمهما كما ربياني صغيراً) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق