منذ فجر الإسلام كانت المرأة لا تقل عن الرجل في طلب العلم وتحصيله ، ومخطئ من يظن أن الإسلام حرم تعليم البنات ومنع المرأة من التعلم .
إن أعظم مدرسة شهدتها المدينة المنورة كانت المدرسة التي تقع في زاوية المسجد النبوي بقرب الحجرة النبوية ، وكان يقصد هذه المدرسة المتعلمون والمستفتون حتى غدت أول مدارس الإسلام .
وكانت معلمة هذه المدرسة هي الأستاذة والعالمة والفقيهة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها .
لقد كان أعظم جيل عرفته الأرض ؛ جيل الصحابة ، يتعلمون من أم المؤمنين ويسألونها عن ما يشكل عليهم من مسائل .
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : (ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً قط فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها علماً) .
وقال عروة بن الزبير : (ما رأيت امرأة كانت أعلم بطب ولا بفقه ولا بشعر من عائشة) .
هي من بين الخمسة الأوائل من رواة السنة النبوية التي تعتبر المصدر الثاني للتشريع في الإسلام بعد كتاب الله ، فقد روت عنه صلى الله عليه وسلم 2210 أحاديث .
هي أمي ؛ أم المؤمنين عائشة قلعة العلم ومملكة الفقه ، هي بنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق وصفيه وحبيبه .
نشأت أم المؤمنين عائشة في بيت الإيمان والتدين . واكتسبت علماً غزيراً صافياً من نبع النبوة ، فشاهدت أحوال النبي صلى الله عليه وسلم واطلعت على أخباره فكانت أفقه نساء المسلمين .
هي أمي زوجة رسول الله التي اختارها الله عز وجل لتكون زوجةً لنبيه .
قال صلى الله عليه وسلم : (أريتك في المنام ثلاث ليالي . جاءني بك الملك في سرقة من حرير (أي مغطاة بقطعة من حرير) ، فيقول : هذه امرأتك . فأكشف عن وجهك ، فإذا أنت هي . فأقول : إن يك هذا من عند الله ، يمضه)
[صحيح مسلم عن أم المؤمنين عائشة].
هي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، وأحب نسائه إلى قلبه . كانت أحب الناس إلى رسول الله ، وما كان صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيباً .
وفي يوم سأل الصحابي الجليل عمرو بن العاص النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أي الناس أحب إليك ؟ فقال : عائشة ، فقال عمرو : من الرجال ؟ قال : أبوها .
[صحيح البخاري].
وقال صلى الله عليه وسلم عنها : (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)
[صحيح البخاري].
هي أمي ، وأم المؤمنين التي اتهمت بالإفك فأنزل الله عز وجل من فوق سبع سماوات في عذرها وبراءتها قرآناً يتلى إلى يوم القيامة .
عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا عائش ؛ هذا جبريل يقرئك السلام . فقالت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته)
[صحيح البخاري].
عائشة هي قدوة نساء المسلمين ، وقدمت أم المؤمنين أسوة حسنة لحياة مثالية كاملة لمائة مليون امرأة في أنحاء الأرض .
وحين مرض صلى الله عليه وسلم مرضه الأخير اختار أن يمضي أيامه الأخيرة في حجرتها .
وتوفي صلى الله عليه وسلم في دارها وبين سحرها ونحرها ، وجمع إليه بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعات حياته . ودفن صلى الله عليه وسلم في حجرة أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق