الثلاثاء، 20 يونيو 2017

26 رمضان 1438 هـ - سليمان القانوني

أنتج في عام 2011 م مسلسل تركي يشوه سيرة الخليفة سليمان القانوني مصوراً إياه غارقاً في ملذات الدنيا ، وأطلق على هذا المسلسل

اسم (القرن العظيم) .

تم دبلجة حلقاته إلى اللغة العربية ، وغير اسمه من (القرن العظيم) إلى (حريم السلطان) ، ويختصر هذا العنوان حياة البطل العظيم في

مجموعة من النساء والجواري .

سليمان القانوني هو عاشر السلاطين العثمانيين ، أكمل مسيرة والده السلطان سليم الأول في توحيد بلاد المسلمين وإكمال الفتوحات ،

وكان قائداً عسكرياً بارعاً .

وبلغت دولة الإسلام في عهده أقصى اتساع لها ، وكان يحظى باحترام كبير من أعدائه ، حتى أنهم لقبوه بسليمان العظيم Suleiman

the Magnificent

بل إن ملك فرنسا طلب من الخليفة المسلم أن ينقذه من الأسبان الذين احتلوا بلاده ، فحرر المسلمون لفرنسا مدينة نيس ، وهذا ما أدى إلى

تنازل فرنسا عن ميناء طولون برضاها ليصبح قاعدة حربية إسلامية .

ولكي ينتهي هذا الكابوس المسمى بسليمان الذي أرعب ملوك أوروبا ، أعلن بابا الفاتيكان حالة النفير العام في كافة أرجاء قارة أوروبا ،

فتجمع أكبر تحالف عسكري يقودهم ملك المجر .

عسكر الفريقان عند وادي موهاكس ، وقضى السلطان سليمان ليلته يدعو الله أن ينصر الإسلام .

حتى جاء الفجر فصلى الخليفة بالمسلمين ، ثم نظر إلى جيشه وقال : (وكأني برسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليكم الآن) . عندها

بكى الجنود وعانق بعضهم بعضاً مودعين ؛ يرجون الشهادة في سبيل الله .

وبدأت المعركة الحاسمة وهجم المجريون على الجيش العثماني الذي  اصطف على ثلاثة صفوف . فلما تقدم فرسان المجر وهجموا على

المسلمين أمر السلطان سليمان الصف الأول بالانسحاب ، فظن الصليبيون أن المسلمين انهزموا من المعركة بسرعة فاندفعوا إلى الأمام .

وتقدموا كثيراً حتى أتت إشارة السلطان فأطلقت نيران المدافع العثمانية على الجيش المجري الذي دمر تدميراً كاملاً .

وكانت هذه المعركة من المعارك النادرة في التاريخ ، فقد انتهت بانتصار ساحق للمسلمين في تسعين دقيقة فقط هي زمن المعركة .

لم يتوانى السلطان سليمان عن نجدة المسلمين وتلبية طلبات الاستغاثة من كل مكان ، وأمر بتنفيذ عمليات بحرية خطيرة لإنقاذ مسلمي

الأندلس الذين كانوا يتعرضون لأشد أنواع التعذيب من قبل محاكم التفتيش .

ظل السلطان سليمان يقود جيوش المسلمين بنفسه وقد بلغ من العمر 74 عاماً ، فنصحه الأطباء بعدم المشاركة لمرضه الشديد ، فكان

جواب السلطان : (أحب أن أموت غازياً في سبيل الله) .

فحمل الجند الخليفة المسن إلى ميدان المعركة ، ووصلوا إلى حصن يسمى سيكتوار ، فحاصره المسلمون 5 أشهر ، وكان الحصن منيعاً

جداً واشتد الأمر على المسلمين .

إلا أن السلطان المريض أخذ يتضرع إلى الله طالباً منه النصر وهو يقول : (يا رب العالمين ، افتح على عبادك المسلمين وانصرهم

واضرم النار على الكفار) .

فاستجاب الله دعائه فأصابت إحدى القذائف مخزن البارود ، فأضرمت النيران في جميع أرجاء الحصن . فتقدم المسلمون وفتح الحصن

ورفعت راية الإسلام في أعلى القلعة .

ولما وصلت البشرى للسلطان ابتسم ثم قال : (الحمد لله ، الآن طاب الموت) . ثم توقف ذلك الصوت الذي قضى حياته مجاهداً ومحارباً في

سبيل الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق