الاثنين، 19 يونيو 2017

25 رمضان 1438 هـ - سليم الأول

تمكن البرتغاليون الصليبيون من السيطرة على المضائق البحرية المهمة حول الجزيرة العربية بهدف منع أي سفينة إسلامية من دخول البحر الأحمر ، ثم لتنفيذ مخططهم المجرم .

قام قائد الحملة البرتغالية «ألفونسو دي ألبوكرك» بتهديد المسلمين وأنه سيقوم بغزو المدينة المنورة كي ينبش قبر رسول الله محمد ثم يقوم بسرقته كي يساوم المسلمين على تسليم مدينة القدس له .

أما العالم الإسلامي فكان متفرقاً متشتتاً ، فكان سلطان الدولة العثمانية بايزيد الثاني يميل إلى السلم والهدوء والعزلة ، واتخذ المماليك حكام مصر والشام موقفاً سلمياً .

وظهرت دولة جديدة ادعت انتمائها للإسلام وهي الدولة الصفوية ، يقودها إسماعيل الصفوي والتي استولت على بلاد فارس والعراق ، وقام بقتل مليون مسلم ممن خالف فكره كي يوطد دولته ، وكان يضيق على الدولة العثمانية من جهة الشرق .

ولم يكتف بذلك بل قام بمراسلة القوة البرتغالية واتفق معهم على السماح لقواتهم بالبقاء في مضيق هرمز ، وكون معهم حلفاً ضد الدولة العثمانية .

ولما وصلت الأمور إلى هذا الحد الخطير الذي يهدد كيان الإسلام طالبت القوات الانكشارية والتابعة للسلطنة العثمانية من السلطان بايزيد الثاني التنحي عن السلطة وإفساح المجال لابنه سليم لأنهم كانوا يروا فيه العقلية العسكرية القوية .

وفعلاً تنحى بايزيد الثاني عن الحكم ، فلم يضيع السلطان سليم الوقت واتجه مباشرة  مع جيشه ليقضي أولاً على الصفويين .

وكان إسماعيل الصفوي يتهرب من القتال ، وقام بمناورات عديدة كي يطيل انتظار المسلمين .

فبعث السلطان سليم برسالة جاء فيها : (إن كنت رجلاً فلاقني في الميدان ولن أمل انتظارك) .

فالتقى الجيشان في وادي جالديران وألحق العثمانيون بهم هزيمة ساحقة ، فألبس الصفوي ثيابه لشبيه له من أتباعه وفر هارباً من أرض المعركة .

وما أن وصلت أنباء معركة جالديران إلى أنحاء الأمة الإسلامية حتى انهالت الرسائل القادمة من الشام ومصر تطالب السلطان سليم بتوحيد العالم الإسلامي .

فوحد بلاد الشام ومصر ، ثم انضم أشراف الحجاز إلى راية العثمانيين ، وتنازل الخليفة العباسي المتوكل على الله عن الخلافة ليصبح السلطان سليم الخليفة العثماني الأول واختار لنفسه لقب خادم الحرمين الشريفين .

وما أن وحد الخليفة سليم الأول قوى العالم الإسلامي حتى سارع إلى تنفيذ المهمة : مهمة إنقاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم .

فأرسل أسطوله البحري إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي ، واستطاع الانتصار على سفن الغزاة البرتغاليين وأنزل بهم خسائر فادحة .

ثم أمر السلطان سليم بإنشاء أكبر أسطول بحري في المنطقة لمواجهة أي خطر يمس أرض الجزيرة العربية والبلاد الإسلامية .

نجح الخليفة سليم الأول بتوحيد قوى الشعوب الإسلامية تحت راية واحدة ، وانتعش الاقتصاد في عهده بشكل كبير حتى امتلأت خزينة الدولة الإسلامية بالأموال .

فقام السلطان سليم بوضع ختمه السلطاني على تلك الخزنة ثم قال لمن حوله : (إذا استطاع شخص بعدي أن يملأ الخزينة أكثر من ذلك ، فليقفلها بختمه) .

وفعلاً لم يستطع أحد من خلفائه فعل ذلك . فبقي ختمه على تلك الخزينة حتى انهيار الخلافة العثمانية بعد حوالي 400 عام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق