الجمعة، 23 يونيو 2017

29 رمضان 1438 هـ - محمد علي كلاي

في عام 1967 م ، أعلن التحدي الكبير بين بطل رابطة الملاكمة العالمية إيرني تيريل والملاكم محمد علي كلاي .

رفض البطل تيريل أن ينادي خصمه باسم (محمد علي) ، وقام يستفزه ويناديه في وسائل الإعلام باسمه القديم (كاسياس) ، بل إنه غنى أغنية قال له فيها : أليس من العيب أنك غيرت اسمك ؟ لذا سوف أغير أنا ملامح وجهك !

كان تيريل ملاكم قوي ضخم الحجم لم يهزم على مدار 5 سنوات .

عندها قال له محمد علي : سأجعلك تنطق اسمي الحقيقي داخل الحلبة !

وبالفعل ألحق البطل المسلم محمد علي بخصمه هزيمة ساحقة ، وظل طول اللقاء يوجه له اللكمات ويقول له : ما هو اسمي ؟ ما هو اسمي ؟

وخسر تيريل اللقب ، وفاز البطل بتلك المباراة وصار الجميع يحترم اسم البطل الجديد وإلى اليوم ينادونه باسم : محمد علي كلاي .

لم تمنعه نجوميته وبطولاته أن يخفي نبأ إسلامه ؛ بل كان خير مثال للمؤمن القوي الذي صدع بالحق وتكلم بالإسلام في أماكن لا يستمع فيها إلى صوت الإسلام .

كان يفتخر بإسلامه في كل مكان ويستغل مقابلاته التلفزيونية وأمام جمهور معظمه من غير المسلمين في الدعوة إلى الله .

لقد كان إسلامه سبباً لشهرته أكثر وقبوله بين الناس ، وكان للداعية الشهير مالكوم إكس أثراً كبيراً في جذب محمد إلى دين الإسلام .

وسئل مرة في إحدى المقابلات : لعل أسعد لحظات عمرك هي تلك اللحظة التي انتصرت فيها على خصمك ؟ قال : لا ، إن أسعد لحظات عمري يوم  عرفت الله ودخلت دين محمد رسول الله .

وفي قمة انتصاراته ، تم سحب لقب الملاكمة منه ، وذلك بسبب رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي أثناء حرب فيتنام اعتراضاً منه على الحرب .

وقال حينها : (هذه الحرب ضد تعاليم القرآن ، وإننا كمسلمين ليس من المفترض أن نخوض حروباً إلا إذا كانت في سبيل الله) .

حقق محمد علي الميدالية الذهبية الأولمبية للملاكمة في الوزن الثقيل ، ويعد الملاكم الوحيد الذي فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات ، وتوج بلقب «رياضي القرن» .

وقد اعتزل الملاكمة في عام 1981 م بعد أن خاض 61 نزال ، فاز بـ 56 منها ، وأنهى 37 منها بالضربة القاضية .

ثم كرس نفسه لخدمة الإسلام والمساهمة في نشره . فكان يدعو إلى الله ، وقضى جزءاً كبيراً من وقته في الأعمال الخيرية وسافر إلى بلدان كثيرة لتقديم المساعدات للفقراء والمساكين .

وفي عام 2002 م تم تكريم الملاكم البطل بوضع نجمة له في ممر المشاهير في هوليوود ، لكنها لم تكن كبقية النجوم الأخرى .

فقد رفض محمد علي أن يتم وضع اسمه على الأرض ، ولم يرضى أن يطأ الناس بأقدامهم على اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم .فأصبحت نجمته هي النجمة الوحيدة التي وضعت على الحائط من بين 2500 نجمة .

سأله المذيع مرة : هل عندك حارس شخصي ؟ قال : نعم ، عندي من يحرسني ، وهو الله .

وكان الملاكم يعاني من مرض تنفسي ضاعفت آثاره إصابته بمتلازمة الشلل الرعاش مرض باركنسون .

وفي عام 2016 م انتقل إلى رحمة الله تعالى البطل الذي هز العالم بانتصاراته وبطولاته وبإسلامه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق