ما أجمل أن يقضي الإنسان عمره مع النبي صلى الله عليه وسلم ، يعيش مع حديث رسول الله ؛ يتأمل في أقواله ، وينظر في أفعاله ، كي يطبقها في حياته ، وهذا ما دأب عليه الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله .
لقد نذر الألباني حياته في مراجعة أحاديث رسول الله والتحقق من صحة كل حديث في زمن انصرف طلبة العلم عن علم الحديث ، حتى إن والده لم يحبذ انشغاله بالحديث وقال له : (علم الحديث صنعة المفاليس) .
ولد الشيخ في ألبانيا سنة (1333 هـ) الموافق (1914 م) ثم انتقل مع عائلته إلى دمشق .
لم يكن يجيد اللغة العربية لكنه سرعان ما تعلمها بل وتفوق على زملائه . حفظ القرآن الكريم على يد والده الذي كان عالماً كبيراً من علماء ألبانيا ، وقام بتعليمه علوم الفقه والتجويد والنحو والصرف .
وكان الألباني يحب القراءة ، فكان يذهب إلى الباعة في الطرقات كي يتصفح المجلات وقصص المغامرات .
وفي يوم لاحظ من بين الكتب المعروضة مجلة اسمها المنار فأخذ يطلع عليها ، فوجد فيها بحثاً للشيخ محمد رشيد رضا ذكر فيه : أن لشيخ الحديث الحافظ العراقي كتاباً يوضح فيه الأحاديث الصحيحة والضعيفة في كتاب إحياء علوم الدين .
فذهب الألباني إلى المكتبة ولما وجد هذا الكتاب قام بنسخه كاملاً وهو لم يتجاوز العشرين من عمره .
فأحب علم الحديث وبدأ يعكف على قراءة الكتب فصار لا يهدأ من البحث والمطالعة ؛ حباً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كان يجلس في مكتبة الظاهرية بدمشق 12 ساعة ؛ يأتي بحديث حديث فيدرسه دراسة دقيقة ويراجع سنده كاملاً إلى رسول الله ، فينقح الصحيح من الضعيف .
ومن شغفه بالحديث كان أهله يسمعونه وهو نائم يقول : هات كتاب الجرح والتعديل .. جزء كذا .. صفحة كذا ..
وكان الشيخ لا يتأخر عن مساعدة الناس . فتوسط مرة لرجل في إحدى الشركات ، فجلب له هدية تنكة زيتون فقال : لا يحل لنا أكلها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من شفع شفاعةً لأحد فأهدى له هدية عليها فقبلها ، فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا) .
[صحيح : الألباني عن أبي أمامة الباهلي].
وجاءته يوماً امرأة تبكي وتخبره أنها وزوجها اقترضا من البنك مبلغاً من المال فتضاعف عليها المبلغ من الربا ، وتوفي زوجها .
فأخذ الشيخ يتحرى ولما تأكد من صدقها جمع المال ثم قال : هذه ألف دينار هدية ، وهذا المبلغ المطلوب . ففرحت وأخذت تدعو للشيخ .
قضى الألباني أكثر من ستين عاماً مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وقام بإحياء الكثير من السنن التي هجرها الناس .
كان مما جاء في وصيته : أوصي زوجتي وأولادي وأصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة والرحمة وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرتفع . وأن يعجلوا بدفني في أقرب مكان ، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة وبالتالي يركب المشيعون سياراتهم .
وتوفي الألباني رحمه الله في سنة (1420 هـ) الموافق (1999 م) . وكانت وفاته قبيل المغرب فتم تجهيز جنازته والإسراع بها كما أوصى ، ودفن بعد صلاة العشاء .
لقد نذر الألباني حياته في مراجعة أحاديث رسول الله والتحقق من صحة كل حديث في زمن انصرف طلبة العلم عن علم الحديث ، حتى إن والده لم يحبذ انشغاله بالحديث وقال له : (علم الحديث صنعة المفاليس) .
ولد الشيخ في ألبانيا سنة (1333 هـ) الموافق (1914 م) ثم انتقل مع عائلته إلى دمشق .
لم يكن يجيد اللغة العربية لكنه سرعان ما تعلمها بل وتفوق على زملائه . حفظ القرآن الكريم على يد والده الذي كان عالماً كبيراً من علماء ألبانيا ، وقام بتعليمه علوم الفقه والتجويد والنحو والصرف .
وكان الألباني يحب القراءة ، فكان يذهب إلى الباعة في الطرقات كي يتصفح المجلات وقصص المغامرات .
وفي يوم لاحظ من بين الكتب المعروضة مجلة اسمها المنار فأخذ يطلع عليها ، فوجد فيها بحثاً للشيخ محمد رشيد رضا ذكر فيه : أن لشيخ الحديث الحافظ العراقي كتاباً يوضح فيه الأحاديث الصحيحة والضعيفة في كتاب إحياء علوم الدين .
فذهب الألباني إلى المكتبة ولما وجد هذا الكتاب قام بنسخه كاملاً وهو لم يتجاوز العشرين من عمره .
فأحب علم الحديث وبدأ يعكف على قراءة الكتب فصار لا يهدأ من البحث والمطالعة ؛ حباً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كان يجلس في مكتبة الظاهرية بدمشق 12 ساعة ؛ يأتي بحديث حديث فيدرسه دراسة دقيقة ويراجع سنده كاملاً إلى رسول الله ، فينقح الصحيح من الضعيف .
ومن شغفه بالحديث كان أهله يسمعونه وهو نائم يقول : هات كتاب الجرح والتعديل .. جزء كذا .. صفحة كذا ..
وكان الشيخ لا يتأخر عن مساعدة الناس . فتوسط مرة لرجل في إحدى الشركات ، فجلب له هدية تنكة زيتون فقال : لا يحل لنا أكلها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من شفع شفاعةً لأحد فأهدى له هدية عليها فقبلها ، فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا) .
[صحيح : الألباني عن أبي أمامة الباهلي].
وجاءته يوماً امرأة تبكي وتخبره أنها وزوجها اقترضا من البنك مبلغاً من المال فتضاعف عليها المبلغ من الربا ، وتوفي زوجها .
فأخذ الشيخ يتحرى ولما تأكد من صدقها جمع المال ثم قال : هذه ألف دينار هدية ، وهذا المبلغ المطلوب . ففرحت وأخذت تدعو للشيخ .
قضى الألباني أكثر من ستين عاماً مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وقام بإحياء الكثير من السنن التي هجرها الناس .
كان مما جاء في وصيته : أوصي زوجتي وأولادي وأصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة والرحمة وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرتفع . وأن يعجلوا بدفني في أقرب مكان ، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة وبالتالي يركب المشيعون سياراتهم .
وتوفي الألباني رحمه الله في سنة (1420 هـ) الموافق (1999 م) . وكانت وفاته قبيل المغرب فتم تجهيز جنازته والإسراع بها كما أوصى ، ودفن بعد صلاة العشاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق