********************************
5 رمضان 1437 هـ - الأمين
********************************
اضطرت قريش لإعادة بناء الكعبة لما تصدعت جدرانها ، فلما وصل البناء إلى موضع الحجر الأسود اختصموا فيه ؛ كلُّ قبيلة تريد أن تنال
شرف إعادته إلى مكانه .
واختلفوا وأعدوا للقتال ، فأشار أحدهم أن يحكموا أول رجل يدخل عليهم من باب المسجد ، فقبلوا ذلك .
فكان أوَّل داخل عليهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلمَّا رأوه قالوا : هذا الأمين ، رضينا ، هذا محمَّد .
فطلب صلى الله عليه وسلم ثوباً ثم وضع الحجر الأسود عليه وقال : (لتأخذ كلُّ قبيلة بناحية مِن الثَّوب ، ثمَّ ارفعوه جميعًا) ، فوضعه صلى الله
عليه وسلم بيده وبنى عليه .
لقد عرف محمد صلى الله عليه وسلم بين أهل مكة بالأمين ؛ يحفظ الأمانات والودائع ولا يعتدي على حقوق الآخرين .
واتَّصف صلى الله عليه وسلم في تجارته بالصدق والأمَانَة . ولمَّا سمعت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عن أخلاق محمد أرسلت إليه
ليخرج تاجرًا بمالها إلى الشَّام مع غلامها ميسرة ،
فقبل صلى الله عليه وسلم ، واستطاع بأمانته ومقدرته أن يتجر بأموالها تجارة رابحة .
قال الله تعالى : (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) [سورة النساء : 58].
أمر الله عز وجل بأداء الأمانة وعدم تضييعها والغدر بصاحبها الذي يعتقد أن من ائتمنه سيحفظ أمانته .
والأمانة أنواع ؛ فالصلاة والصيام وسائر العبادات أمانة على العبد . والزوجة أمانة عند زوجها ، والأولاد أمانة عند أبيهم ،
والمريض أمانة عند الطبيب ، والطالب أمانة عند المعلم ، والمواطن أمانة عند الموظف .
كلها أمانات أمر الله عز وجل بأدائها وعدم إضاعتها .
قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) [سورة الأنفال : 27].
لم يعهد عن النبي صلى الله عليه وسلم أي حالة خيانة أو غدر أو نقض عهد أبرمه مع العدو .
على الرغم من تضييق الكفار ومحاربتهم لدينه إلا إنه ليس أحد بمكة عنده ما يخشى عليه إلا وضعه عنده صلى الله عليه وسلم .
ولما أمر الله عز وجل نبيه بالهجرة ، تحير صلى الله عليه وسلم ماذا يفعل بأمانات الناس التي عنده ! فلو ذهب إلى الناس ليرد أماناتهم لعلموا
أنه سيترك مكة ؟ وبذلك ينكشف سره صلى الله عليه وسلم . فماذا فعل كي يحفظ أمانة أعدائه ؟
خلف النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي علي بن أبي طالب في مكة حتى يسلم الأمانات إلى أهلها .
قال صلى الله عليه وسلم : (أدِ الأمانةَ إلى من ائتمنكَ ولا تخنْ من خانك) [حسن صحيح : الألباني في صحيح أبي داود عن أبي هريرة].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم مؤدياً وحافظاً للأمانة .
إن أعظم الأمانات التي تحملها النبي صلى الله عليه وسلم وأداها أحسن الأداء هي أمانة الوحي والرسالة التي كلفه الله تعالى بتبليغها للناس ،
فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة أعظم البلاغ ، وأدى الأمانة أعظم الأداء .
********************************
5 رمضان 1437 هـ - الأمين
********************************
اضطرت قريش لإعادة بناء الكعبة لما تصدعت جدرانها ، فلما وصل البناء إلى موضع الحجر الأسود اختصموا فيه ؛ كلُّ قبيلة تريد أن تنال
شرف إعادته إلى مكانه .
واختلفوا وأعدوا للقتال ، فأشار أحدهم أن يحكموا أول رجل يدخل عليهم من باب المسجد ، فقبلوا ذلك .
فكان أوَّل داخل عليهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلمَّا رأوه قالوا : هذا الأمين ، رضينا ، هذا محمَّد .
فطلب صلى الله عليه وسلم ثوباً ثم وضع الحجر الأسود عليه وقال : (لتأخذ كلُّ قبيلة بناحية مِن الثَّوب ، ثمَّ ارفعوه جميعًا) ، فوضعه صلى الله
عليه وسلم بيده وبنى عليه .
لقد عرف محمد صلى الله عليه وسلم بين أهل مكة بالأمين ؛ يحفظ الأمانات والودائع ولا يعتدي على حقوق الآخرين .
واتَّصف صلى الله عليه وسلم في تجارته بالصدق والأمَانَة . ولمَّا سمعت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها عن أخلاق محمد أرسلت إليه
ليخرج تاجرًا بمالها إلى الشَّام مع غلامها ميسرة ،
فقبل صلى الله عليه وسلم ، واستطاع بأمانته ومقدرته أن يتجر بأموالها تجارة رابحة .
قال الله تعالى : (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) [سورة النساء : 58].
أمر الله عز وجل بأداء الأمانة وعدم تضييعها والغدر بصاحبها الذي يعتقد أن من ائتمنه سيحفظ أمانته .
والأمانة أنواع ؛ فالصلاة والصيام وسائر العبادات أمانة على العبد . والزوجة أمانة عند زوجها ، والأولاد أمانة عند أبيهم ،
والمريض أمانة عند الطبيب ، والطالب أمانة عند المعلم ، والمواطن أمانة عند الموظف .
كلها أمانات أمر الله عز وجل بأدائها وعدم إضاعتها .
قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) [سورة الأنفال : 27].
لم يعهد عن النبي صلى الله عليه وسلم أي حالة خيانة أو غدر أو نقض عهد أبرمه مع العدو .
على الرغم من تضييق الكفار ومحاربتهم لدينه إلا إنه ليس أحد بمكة عنده ما يخشى عليه إلا وضعه عنده صلى الله عليه وسلم .
ولما أمر الله عز وجل نبيه بالهجرة ، تحير صلى الله عليه وسلم ماذا يفعل بأمانات الناس التي عنده ! فلو ذهب إلى الناس ليرد أماناتهم لعلموا
أنه سيترك مكة ؟ وبذلك ينكشف سره صلى الله عليه وسلم . فماذا فعل كي يحفظ أمانة أعدائه ؟
خلف النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي علي بن أبي طالب في مكة حتى يسلم الأمانات إلى أهلها .
قال صلى الله عليه وسلم : (أدِ الأمانةَ إلى من ائتمنكَ ولا تخنْ من خانك) [حسن صحيح : الألباني في صحيح أبي داود عن أبي هريرة].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم مؤدياً وحافظاً للأمانة .
إن أعظم الأمانات التي تحملها النبي صلى الله عليه وسلم وأداها أحسن الأداء هي أمانة الوحي والرسالة التي كلفه الله تعالى بتبليغها للناس ،
فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة أعظم البلاغ ، وأدى الأمانة أعظم الأداء .
********************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق