********************************
15 رمضان 1437 هـ - الصلاة
********************************
قال تعالى : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)
[سورة الإسراء : 1].
لما عرج برسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى إلى السماء كلم النبي صلى الله عليه وسلم ربه .
ترى ما هو الأمر الذي كلمه الله عز وجل به ؟
قال صلى الله عليه وسلم : (فأوحى الله إلي ما أوحى ، ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة ، فنزلت إلى موسى فقال :
ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت : خمسين صلاة . قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف . فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال تعالى :
(يا محمد ، إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة ، لكل صلاة عشر ، فذلك خمسون صلاة) [في صحيح البخاري ومسلم].
كل العبادات فرضت في الأرض إلا الصلاة فرضت في السماء .
فهي فريضة السماء ؛ ينزل جبريل ويحمل النبي صلى الله عليه وسلم ويرفعه إلى السماء الأولى ثم الثانية ثم الثالثة حتى يصل إلى السماء السابعة ، كل هذه الرحلة العظيمة لأجل أن تفرض الصلاة .
لذلك كان صلى الله عليه وسلم يحب الصلاة ويقول : (وجعلت قرة عيني في الصلاة) [الألباني : صحيح الجامع عن أنس بن مالك].
فكانت راحته وأنسه في الوقوف بين يدي الله عز وجل ، ويقول : (أرحنا بها يا بلال) .
وقد ثبت علمياً أن للصلاة تأثيراً مباشراً على الجهاز العصبي .
وفي دراسة نشرها أحد الأطباء : (إن الصلاة هي أهم وسيلة عرفها الإنسان تبث الطمأنينة في نفسه والهدوء في أعصابه) .
[الدكتور توماس هايسلب - كتاب الوقاية من كل داء].
قال الله عز وجل : (افترضت على أمتك خمس صلوات ، وعهدت عندي عهداً أنه من حافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة) [حسن : الألباني في صحيح ماجه عن أبي قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم].
كان صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله فإذا نادى المؤذن خرج إلى الصلاة .
وتنوعت الصلوات السنن في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكان يصلي السنن الرواتب ، وإذا أشرقت الشمس صلى صلاة الضحى ، وإذا توضأ صلى ركعتين ، وإذا استيقظ من نومه ليلاً صلى قيام الليل وختمها بركعة الوتر .
إن حياتنا كلها صلاة ؛ فإذا انقطع المطر نصلي صلاة الاستسقاء . وإذا كسفت الشمس نصلي صلاة الكسوف ،
وإذا أقبل العيد نصلي صلاة العيد ، وإذا هم الإنسان بأمر أو احتار في فعل شيء فإنه يصلي صلاة الاستخارة .
وإذا أذنب العبد شرعت له الصلاة ، وإذا حلت على العبد نعمة أو اندفعت عنه نقمة شرع له سجود الشكر والصلاة .
من منا ليست لديه مشكلات في حياته ، في بيته وعمله وصحته .
لقد كان صلى الله عليه وسلم إذا شق عليه أمر بادر إلى الصلاة .
إذا أظلمت الدنيا في عينيك أو ضاق صدرك أو عظم همك فعليك بالصلاة .
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم محباً مقيماً للصلاة .
كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى بالليل قام حتى تتورم قدماه . فقالت له أم المؤمنين عائشة : يا رسول الله ، أتصنع هذا ، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : (يا عائشة ، أفلا أكون عبداً شكوراً)
[صحيح مسلم].
********************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق