********************************
19 رمضان 1437 هـ - في بيت النبي
********************************
سئلت أم المؤمنين عائشة : هل كان رسول الله يعمل في بيته ؟ فقالت : (نعم ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ، ويخيط ثوبه
، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته) [صحيح ابن حبان].
كان صلى الله عليه وسلم في بيته الشريف يقوم على حاجته بنفسه ؛ يحلب شاته ، ويرقع ثوبه ، ويخصف نعله ، ويساعد أهله . فإذا حضرت
الصلاة خرج من بيته وصلى بالناس .
لقد حرص صلى الله عليه وسلم على أن يخدم نفسه وأن يقوم بحاجاته الشخصية بنفسه .
وقال صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة لما سألته خادماً : (ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم ؟ تسبحين ثلاثاً وثلاثين ، وتحمدين ثلاثاً
وثلاثين ، وتكبرين أربعاً وثلاثين ، حين تأخذين مضجعك) [صحيح مسلم].
زار عدي بن حاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ، فقدم له صلى الله عليه وسلم وسادة محشوة بالليف وقال : (اجلس عليها) . فقال
عدي : بل أنت ، فقال صلى الله عليه وسلم : (بل أنت) . فجلس عدي بن حاتم عليها ، وجلس صلى الله عليه وسلم على الأرض .
دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فوجده نائماً على الحصير وقد أثر الحصير في جنبه . فبكى عمر . فقال
صلى الله عليه وسلم : (ما يبكيك ؟) . فقال : يا رسول الله ، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه ، وأنت رسول الله . فقال صلى الله عليه وسلم : (
أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة) [صحيح البخاري].
لقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم في منزل لا يعرف الأثاث الفاخر .
لم يعرف بيت النبي صلى الله عليه وسلم مطبخاً ، وكان يمر شهران كاملان ولا يوقد في بيته نار للطبخ .
وكان يعيش الشهر والشهرين على الماء والتمر فقط . وإن لم يجد عند أهله طعاماً أتم بقية يومه صائماً .
فإذا غابت الشمس نبه صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يبقوا أبنائهم في البيت .
قال صلى الله عليه وسلم : (إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ . فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم ،
فأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله ، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن
تعرضوا عليها شيئاً وأطفئوا مصابيحكم) [صحيح البخاري].
وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله ويجتمع نساؤه في بيت التي يبيت عندها J ، فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ، ثم تنصرف كل واحدة
إلى منزلها . ثم يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام . [تفسير ابن كثير].
فإذا أوى إلى فراشه جمع كفيه كما يفعل الداعي ، ثم قرأ سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس ، ثم ينفث في يديه ، ويمسح بهما ما
استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات .
وكان يقول : (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن) [متفق عليه].
فإذا استيقظ من منامه قال : (الحمد الله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) [صحيح البخاري].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وكون عوناً لأهلك ، وتأسى بسننه في بيتك .
إن لبيتك عليك حق ، إن مساعدة الإنسان لأهله في بيته هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويثاب فاعلها .
********************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق