********************************
22 رمضان 1437 هـ - الصدقة
********************************
جاء رجل من الصحابة فرأى النبي صلى الله عليه وسلم قد لبس حلةً جديدة ، فقال الرجل : أعطني إياها يا رسول الله . فدخل النبي صلى الله
عليه وسلم مباشرةً إلى بيته ولبس ثوبه القديم ، ثم خرج وبيده الثوب الجديد وأعطاه للرجل .
كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأكرم الناس ، وكان يعطي عطاء كثيراً ، عطاء من لا يحسب حساباً للفقر ولا يخشاه ، لأنه يعلم بأن الله
عز وجل هو الرزاق ذو الفضل العظيم . وإذا جاءه محتاج آثره صلى الله عليه وسلم على نفسه وأعطاه .
قال الله تعالى : (إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم) [سورة التغابن : 17].
إن الله يطلب منا القرض وهو غني عنا ؟
إن المقصود بالقرض الحسن هو أي عمل صالح مع أي مخلوق ، لذلك كان جزاء من يقرض الله قرضاً حسناً أن يضاعفه الله له وأن يدخل
صاحبه الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم : (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، فإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبها كما
يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع ، والفلو : هو المهر].
إن الله يحب الصدقة من عباده ، ويزيدها لصاحبها ويعظمها حتى تثقل في ميزانه وتصير مثل الجبل .
قال صلى الله عليه وسلم : (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً . ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً
تلفاً) [صحيح البخاري].
قد يكون المال عند الإنسان كثيراً ولكن حينما ترفع بركته فلا ينتفع الإنسان به ، ولا يشعر كيف ذهب منه .
لذلك قال صلى الله عليه وسلم : (ما نقصت صدقة من مال) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع].
أي أن المال لا ينقص ؛ بل إن الله يعوضه بدلاً من هذا المال الذي أنفقه بأن يبارك له في ماله . إن إنفاق المال وإطعام الطعام وسقيا الماء كلها
أشكال متنوعة للصدقات .
قال صلى الله عليه وسلم : (الصدقة على المسكين صدقة ، وهي على ذي الرحم ثنتان : صدقة وصلة) [رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن
ماجه والدارمي].
كتب الله عز وجل أن القبور مملوءة ظلمة ومملوءة حر على أهلها ، فتأتي الصدقة فتذهب حر القبر على هذا المؤمن .
قال صلى الله عليه وسلم : (إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور) [حسن : الألباني في صحيح الترغيب والسلسلة الصحيحة].
قال صلى الله عليه وسلم :
(ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ، ليس بينه وبينه ترجمان - أي يكلمه مباشرة بلا واسطة - فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشأم
منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه . فاتقوا النار ولو بشق تمرة) [صحيح مسلم].
إن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، فكلنا ذو خطأ وكلنا يقع منا الخطأ .
قال صلى الله عليه وسلم : (صدقة السر تطفئ غضب الرب) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع عن عبد الله بن مسعود].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم واجعل لك في كل يوم قرضاً حسناً .
في يوم القيامة تكون الشمس على الرؤوس قدر ميل وتتصبب الأجساد عرقاً ، فما الذي سيظللك عند الله يوم القيامة ؟
قال صلى الله عليه وسلم : (إن ظل المؤمن يوم القيامة صدقته) [إسناده صحيح : الألباني في تخريج مشكاة المصابيح].
********************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق