الاثنين، 20 يونيو 2016

16 رمضان 1437 هـ - في القتال

********************************
16 رمضان 1437 هـ - في القتال
********************************
شارك في الحرب العالمية الثانية نحو 15 مليون جندي ، ومع ذلك بلغ عدد القتلى وضحايا الحرب بأكثر من 60 مليون قتيل .
لقد كانت الجيوش تقوم بحروب إبادة على المدنيين ، وتسقط المتفجرات على المدن فتبيد البشر وتشرد الشعوب .
لقد نشأ صلى الله عليه وسلم في قوم انتشرت فيهم الحروب بين القبائل .
فترى كيف كانت أخلاقه صلى الله عليه وسلم في الحروب ؟
لقد بلغ عدد شهداء المسلمين في كل المعارك أيام الرسول صلى الله عليه وسلم 262 شهيداً ، وبلغ عدد قتلى أعدائه 1022 قتيلاً ، وبذلك بلغ
العدد الإجمالي 1284 قتيلاً فقط ، كل ذلك على مدار عشر سنوات !
لم تكن حروب النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين لمصالح شخصية أو طمعاً في أرض لنهب خيراتها ، بل كانت كلها في سبيل رفع راية لا
إله إلا الله ، ودعوة الناس للإسلام .
لم يكن صلى الله عليه وسلم من هواة الحرب ، بل عندما يقف الصفان للقتال كان يأمر أمير جيشه أن يدعو عدوه إلى الإسلام قبل أن يبدأ
بالقتال .
لم تكن حروبه صلى الله عليه وسلم كالحروب المعاصرة التي يكون فيها إبادة لمظاهر الحياة ، بل كان يحافظ على العمران ، ولو كان بلاد
أعدائهم .
لقد كان صلى الله عليه وسلم رحيماً بالطفل الصغير والشيخ الكبير والنساء والمرضى والعواجز ،
وكانت وصية أبي بكر الصديق لأمراء جيوشه التي تعلمها من النبي صلى الله عليه وسلم : (لا تقتلوا صبياً ولا امراة ولا شيخاً كبيراً ، ولا
مريضاً ولا راهباً ، ولا تقطعوا مثمراً ، ولا تخربوا عامراً ، ولا تذبحوا بعيراً ولا بقرة إلا لمأكل) [السنن الكبرى ؛ أخرجه البيهقي بسنده وقد
روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم].
بعث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل أسامة بن زيد مع جيش في معركة ، فأقبل رجل من المشركين يقتل بالمسلمين ،
فلما رأه أسامة يقتل أصحابه اتجه إليه ورفع السيف كي يقتله ، فقال الرجل : لا إله إلا الله ، فقتله أسامة .
فلما رجع إلى رسول الله وأخبره بما حصل . قال صلى الله عليه وسلم : (أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله ؟) ، قال : إنما كان متعوذاً أي خوفاً
من السيف ، فقال صلى الله عليه وسلم : (أقال لا إله إلا الله وقتلته ؟ أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ؟) ،
ثم صار يردد ويعيد عليه : (كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟) . [في صحيح مسلم].
ويأتي الآن من يقتل الناس باسم الإسلام والإسلام بريء منه .
إن (لا إله إلا الله) وثيقة عهد ، إنها الكلمة التي تثبت لصاحبها أنه معصوم الدم والمال والعرض .
قال تعالى : (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً) [سورة النساء : 93].
ونهى صلى الله عليه وسلم ليس عن قتل المسلم بل عن تخويف المسلم . قال صلى الله عليه وسلم : (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً) [رواه أبو
داود وصححه الألباني]
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وكن مسلماً ، فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده .
قال صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا) [الألباني في صحيح النسائي].
********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق