الأربعاء، 22 يونيو 2016

18 رمضان 1437 هـ - في البيع والشراء

********************************
18 رمضان 1437 هـ - في البيع والشراء
********************************
بدأ النبي صلى الله عليه وسلم عمله بالتجارة والبيع والشراء في سن مبكر ، فكان صلى الله عليه وسلم يرعى الغنم مقابل شيءٍ يسير من المال .
وكانت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال فكانت تستأجر رجالاً كي يذهبوا بمالها إلى التجارة ،
فلما سمعت بأمانة النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه أن يتاجر بمالها ، فوافق وسافر ببضاعتها إلى الشام ، فربحت أم المؤمنين في تلك التجارة ضعف ما كانت تربح . ولـمَّا عاد إلى مكة ، أعجبت به وعرضت عليه الزواج منها ، فوافق صلى الله عليه وسلم .
هو بشر مثلنا يعيش كبقية الناس ، يبيع ويشتري ويساوم في الشراء ولا يبخس الناس بضاعتهم .
قال الله تعالى : (وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق) [سورة الفرقان : 7].
مدح النبي صلى الله عليه وسلم الانشغال بالتجارة وأن يكتسب الرجل بعمل يده ، قال صلى الله عليه وسلم : (أطيب الكسب عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور). [‌صحيح في صحيح الجامع].
فكان صلى الله عليه وسلم وأصحابه يشتغلون بالتجارة ويدخلون الأسواق ويبيعون ويشترون ، فهو ليس محرماً في الإسلام . لم يأمرنا الإسلام أن نجلس في المسجد ونصلي ونصوم إلى أن نموت ، بل قال الله تعالى : (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) [سورة الجمعة : 10].
عن عروة البارقي رضي الله عنه قال : أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ديناراً لأشتري له به شاة ، فاشتريت شاتين ، ثم بعت إحداهما بدينار . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة ودينار ، فدعا لي بالبركة في بيعي ، فكنت لو اشتريت تراباً لربحت فيه . [من معنى حديث صححه الألباني في صحيح الترمذي].
لقد كان صلى الله عليه وسلم يأمر التجار بالصدق .
قال صلى الله عليه وسلم : (البيعان بالخيار - أي أن البائع والمشتري كل منهما يختار ما يريد - ما لم يتفرقا ، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما ، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما) [رواه البخاري ومسلم].
إن البركة في الصدق والبيان ؛ فكتمان العيب ضد البيان ، ووصف السلعة بما ليس فيها فهذا ضد الصدق .
لقد حذر صلى الله عليه وسلم الإكثار من الحلف في البيع والشراء ، فقال صلى الله عليه وسلم : (الحلف منفقة للسلعة ، ممحقة للبركة) [متفق عليه].
مشى النبي صلى الله عليه وسلم يوماً في السوق ، فمر على بائع يبيع طعاماً . نظر صلى الله عليه وسلم إلى الطعام ثم أخذ قبضة من أعلى الطعام يقلبه ، فإذا الجزء الذي بالأسفل مبلول بالماء ، فقال صلى الله عليه وسلم : (يا صاحب الطعام ، ما هذا ؟) قال : أصابته السماء يا رسول الله ، قال : (أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس ، من غش فليس منا). 
كان صلى الله عليه وسلم يقول : (يا معشر التجار إن البيع يحضره اللغو والحلف ، فشوبوه بالصدقة) . أي خلصوا بيعكم بما ذكر فيه من اللغو والحلف بالصدقة . [رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني].
قال صلى الله عليه وسلم : (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع ، سمحاً إذا اشترى ، سمحاً إذا قضى ، سمحاً إذا اقتضى) [رواه البخاري].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وكن سمحاً ليناً يسيراً في بيعك وشرائك عالياً بأخلاقك صادقاً أميناً مع الناس .
قال صلى الله عليه وسلم : (التاجر الأمين الصدوق مع الشهداء يوم القيامة) [من حديث عبد الله بن عمر ، حسن صحيح ذكره الألباني في صحيح الترغيب]
********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق