********************************
10 رمضان 1437 هـ - خيركم لأهله
********************************
كانت أم المؤمنين عائشة إذا شربت من الإناء أخذه منها صلى الله عليه وسلم ووضع فمه في موضع فمها وشرب ، تحبباً إليها .
قال صلى الله عليه وسلم : (خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي) [ابن ماجه عن ابن عباس].
يشير لنا صلى الله عليه وسلم بأن أحسنكم وأجودكم وأعلاكم منزلة الذي يكون خيراً لأهله ، من يكون رحيماً رفيقاً بهم .
كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر دار على نسائه وتفقد أحوالهن .
إن الجلوس مع المرأة وسؤالها عن أحوالها يعتبر من العبادة ، فمن لها غيرك ؟
هناك من يجعل بيته فندقاً يخرج قبل الشمس ويعود الساعة الواحدة ليلاً ، يأكل وينام . ألا تريد إنساناً يتحدث معها ويؤنسها ؟
قال الله تعالى : (وعاشروهن بالمعروف) [سورة النساء : 19].
وليست المعاشرة أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها ، بل أن تحتمل الأذى منها .
لم يكن يشعر صلى الله عليه وسلم أنه هو وزوجته خصمان . متى أنا انتصر ومتى هي تنتصر .
لابد أن تسود العلاقة بين الزوج والزوجة الود والمحبة ، ولا يخلو بيت من مشكلات .
ولم يخلو حتى بيته صلى الله عليه وسلم من المشكلات لكنه كان صلى الله عليه وسلم يجعل من بيته مكاناً للفرح والسرور .
منا من يبدأ يومه وهو ذاهب إلى وظيفته ، فيواجه زحام في طريقه فتصيبه شحنات ، يقف عند الإشارة أو تصطدم سيارته فتصيبه شحنات ،
يذهب إلى وظيفته فتصيبه شحنات من العمل ، هذا أساء إليه وهذا اختصم معه وهذا تكلم عليه ، فإذا عاد إلى بيته يكون قد امتلئ غضباً فيفرغ
كل هذه الشحنات في أهله .
كان صلى الله عليه وسلم عليه مسؤوليات ومشاغل كثيرة ،
وفود قادمة ووفود ذاهبة ، غزوات ومعارك ، حوارات مع الناس ، كان مفتياً ، كان قاضياً ، يفصل بين خصوماتهم . كان المسؤول عن كل شيء
، وعندما ينتهي يعود إلى بيته متعباً مرهقاً .
ترى كيف كان يدخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته ؟
كان صلى الله عليه وسلم قبل أن يدخل إلى بيته يلقي ورائه كل هذه الشحنات ويدخل إلى بيته ضاحكاً مبتسماً .
كان صلى الله عليه وسلم يستحضر سعة الصدر في البيت ، وحتى في السفر .
كان صلى الله عليه وسلم عائداً من سفر ومعه أمنا عائشة ،
فالتفت إليها وقال : تسابقيني ؟
النبي صلى الله عليه وسلم عائد من سفر ومرهق ، طول الطريق على الناقة لمدة نصف يوم والشمس فوقه ، ومع هذا التعب يريد أن يسعد أهله
. فتسابقا فسبقته . وفي مرة ثانية قال لها صلى الله عليه وسلم : تسابقيني ، فتسابقا فسبقها ، فضحك وقال : هذه بتلك .
إن أولى الناس بحسن الخلق هم أهل بيتك الذين تعيش معهم .
إن مقومات نجاح الزواج ليس الجمال والمال والبيت الفخم . المرأة عموماً تحتمل من زوجها قلة ماله ، ودنو منصبه ، ونزول نسبه ، لكن قل أن
تجد امرأة تحتمل من زوجها سوء خلقه .
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وعاشر أهلك بالمعروف وجمّل أقوالك وأفعالك معها كما تحب ذلك منها .
إن عظمة الزواج أن الله بين الزوجين ؛ كيف بينهما ؟
الزوج يتقي الله في معاملته لزوجته فلا يظلمها ويتقرب إلى الله بخدمته لها والغض عن مساوئها ، والزوجة تخشى الله في أن تظلمه وتتقرب
إلى الله في خدمتها له والغض عن مساوئه ؛ فإذا صح هذا بين الزوجين استمر الزواج ، وكان زواجاً ناجحاً وسعيداً .
********************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق