الاثنين، 6 يونيو 2016

2 رمضان 1437 هـ - في رمضان


********************************
2 رمضان 1437 هـ - في رمضان
********************************
ما أن يهل هلال شهر رمضان إلا ويشتد فرح النبي صلى الله عليه وسلم بقدومه ،
يبشر أصحابه وينادي فيهم : (إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرمها فقد حرم الخير كله ، ولا يحرم خيرها إلا محروم) [صحيح سنن ابن ماجه].
لو أن إنساناً عليه ديون كثيرة وقيل له : إذا التقيت مع فلان كل هذه الديون ستسقط ،
ألا يحرص على هذا اللقاء ؟
هذا هو حالنا مع رمضان ، ألا تحب أن تغفر وتمحى لك كل ذنوب الماضي ؟
قال صلى الله عليه وسلم : (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) .[متفق عليه].
إيماناً بالله ، واحتساباً للأجر عند الله .
قال الله تعالى : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان) [سورة البقرة : 185].
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن في رمضان ، ويراجعه كاملاً مع جبريل عليه السلام .
لم يكن يقرأ القرآن فقط ، بل كان يدرس القرآن . فما يمنع أن نقرأ القرآن وأن نقرأ تفسير القرآن اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم .
عن ابن عباس قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في شهر رمضان)
وقال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة) [صحيح مسلم].
فكان صلى الله عليه وسلم يتصدق ويجود على الفقراء وينفق على كل الناس فكأن خيره وجوده كالريح المرسلة يعم خيرها لكل الناس .
ونبهنا صلى الله عليه وسلم أن الصوم ليس فقط عن الطعام والشراب ، بل أيضاً عن الغيبة والنميمة والكذب وآفات اللسان .
قال صلى الله عليه وسلم : (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) [صحيح البخاري عن أبي هريرة].
وما أن يقترب أذان المغرب حتى يرفع يديه صلى الله عليه وسلم ويدعو عند فطره بخيري الدنيا والآخرة .
فما أجمل أن تنكسر لله عز وجل وتتوسل إليه وتسأله ما تحتاج ؛ فإن الدعاء قبل الفطر مستجاب .
فإذا قال المؤذن : الله أكبر ، باشر النبي صلى الله عليه وسلم فطره .
قال صلى الله عليه وسلم : (ما زالت أمتي بخير ما عجلوا الفطور وأخروا السحور) [رواه البخاري].
كان صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي ، فإن لم يجد فعلى تمرات ، فإن لم يجد حسا حسوات من ماء .
قال صلى الله عليه وسلم : (ما ملأ ابن آدم وعاءً شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه
- أي تكفي الجسم وتمده بالطاقةِ الكافيةِ كي يستعيد قوته بعد الصوم -
فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) [رواه الترمذي وحسنه].
ثم يستعد النبي صلى الله عليه وسلم لقيام الليل ،
وكان يعتكف العشر الأواخر من رمضان ، ليس وحده صلى الله عليه وسلم بل كان يوقظ أهله ؛ كل ذلك تحرياً لقيام ليلة القدر .
عندما يكون على الإنسان امتحان فإنه يلغي كل مواعيده وعلاقاته ونزهاته .
نحن الآن أمام فرصة سنوية إن صح فيها صيامنا غفر الله لنا كل ذنوب الماضي ، فرصة لأن نفتح مع الله صفحة جديدة .
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم واجعل يومك في رمضان كيوم النبي صلى الله عليه وسلم.
ارتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال : (آمين ، آمين ، آمين) فقيل : يا رسول الله ما كنت تصنع هذا ؟
فقال : (قال لي جبريل : رغم أنف عبد دخل عليه رمضان فلم يغفر له)
[قال الألباني في صحيح الترغيب : حسن صحيح].
********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق