الجمعة، 24 يونيو 2016

20 رمضان 1437 هـ - صلة الرحم

********************************
20 رمضان 1437 هـ - صلة الرحم
********************************
قال صلى الله عليه وسلم : (خلق الله الخلق ، فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقوي الرحمن وقالت : (هذا مقام العائذ بك من القطيعة)
والمراد بأن الرحم تعلقت برحمة الله تستغيث بالله من أن يقطعها أحد . فقال الله تعالى : (نعم أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من
قطعك ؟) قالت : بلى يا رب ! فقال تعالى : (فهو لك) [صحيح البخاري عن أبي هريرة].
قال الله تبارك وتعالى : (أنا الله وأنا الرحمن ، خلقت الرحم ، وشققت لها من اسمي ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها بتته) [صحيح : الألباني
في صحيح الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم].
لقد انتصر الله عز وجل للرحم وجعلها في حمايته ؛ كل هذا من الله عز وجل لأجل الرحم !
قال الله تعالى : (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) [سورة النساء : 1].
قد يكون الإنسان كثير الصلاة والصيام ويقرأ القرآن ويقوم الليل ، لكنه يحرم من دخول الجنة ! كيف ذلك ؟
قال صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة قاطع رحم) [صحيح مسلم].
فقاطع الرحم هو الذي لا يزور والديه ولا يتصل بأقاربه ولا يطمئن عن إخوته ولا يدري عن حال عماته وخالاته .
إن من يقسو على أقاربه قد تعجل له العقوبة في الدنيا قبل الآخرة ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم : (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة : من البغي وقطيعةِ الرحم)
[صحيح : الألباني في صحيح الترمذي وابن ماجه].
وبالمقابل فإن الواصل يعجل له الثواب في الدنيا .
قال صلى الله عليه وسلم : (ليس شيء أطيع الله تعالى فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع عن أبي هريرة].
قال الله تعالى : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) [سورة الإسراء : 23].
قال صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) [صحيح البخاري].
وصلة الرحم تكون ببر الوالدين ، وبالاتصال وبالسلام على الأقارب ، وبالهدية وبالزيارة وبدعوتهم إلى بيتك ، المهم أن تبقى الصلة حامية
متصلة .
أما إن حل الجفاء مكان المودة بين الأقارب فهنا امتحان رحمة المسلم بأقربائه ، وهنا يظهر فضل واصل الرحم .
قال صلى الله عليه وسلم : (ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) [صحيح البخاري].
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن لي قرابة ؛ أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم
ويجهلون علي . فقال صلى الله عليه وسلم : (لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل - أي تطعمهم التراب الحار - ولا يزال معك من الله ظهير
عليهم ما دمت على ذلك) [صحيح مسلم].
فلم يوجهه صلى الله عليه وسلم إلى المعاملة بالمثل بل شجعه على الاستمرار بصلتهم والتواصل معهم مهما فعلوا فإن الله معه .
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وتواصل مع أقاربك وصل أرحامك .
قال صلى الله عليه وسلم : (من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره ، فليصل رحمه) [صحيح البخاري].
********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق