السبت، 25 يونيو 2016

21 رمضان 1437 هـ - عفو النبي

********************************
21 رمضان 1437 هـ - عفو النبي
********************************
خرج ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة ذاهباً إلى مكة كي يعتمر وكان مشركاً ،
كان يمشي بحدود المدينة فقبض عليه الصحابة تحسباً من أن يعتدي عليهم . ثم ربطوه بسارية من سواري المسجد .
فماذا فعل صلى الله عليه وسلم مع أسيره ؟
أمر صلى الله عليه وسلم أن يحسنوا إلى هذا الأسير ، ثم رجع إلى أهله وجمع ما عنده من طعام وأرسله إليه ، وأمر أن تطعم دابة ثمامة وأن
تعرض أمامه في الصباح والمساء .
ثم أتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (ماذا عندك يا ثمامة ؟) ، فقال : (خيراً ؛ إن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت
تريد المال ، فسل تعط منه ما شئت) . فتركه صلى الله عليه وسلم .
وفي اليوم الثاني أتاه صلى الله عليه وسلم فقال : (ما عندك يا ثمامة ؟) فأعاد إجابته .
ولما كان اليوم الثالث قال صلى الله عليه وسلم : (ما عندك يا ثمامة ؟)
فأعاد ثمامة ما قال له . فقال صلى الله عليه وسلم : (أطلقوا ثمامة) .
فأطلقوه وأعطوه دابته .
فانطلق ثمامة إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ، ثم رجع إلى المسجد فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛
يا محمد ! والله ما كان في الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي . [متفق عليه].
هكذا كان يتعامل صلى الله عليه وسلم مع الأسرى ، يتعامل معهم بكل لين بل يعفو ويصفح .
أمر صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يكرموا أسرى غزوة بدر . وكان من الأسرى من ليس معه مال كي يفدي نفسه ، فماذا طلب J منهم كي
يطلقهم ؟
طلب منهم أن يعلموا أطفال المسلمين القراءة والكتابة ، وبهذا عفا عنهم صلى الله عليه وسلم .
كان صلى الله عليه وسلم يتلقى الأذى من قومه فلا يقابلهم بمثل عملهم ، بل كان يعود إلى دعوتهم ونصحهم كأنه لم يلقى شيئاً منهم .
متمثلاً بقول الله تعالى : (فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين) [سورة المائدة : 13].
سئلت أم المؤمنين عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : (لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي
السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح) [حديث حسن صحيح - رواه الترمذي عن أم المؤمنين عائشة].
لقي صلى الله عليه وسلم من قريش أذىً كثيراً فأخرجوه من بلده وحاربوه وقاتلوه ، ولما دخل إلى مكة منتصراً وجلس في المسجد وقف أهل مكة
يرقبون أمامه العقاب الذي سينزله بهم جزاء ما قدموه له من إيذاء .
ترى ماذا فعل صلى الله عليه وسلم معهم ؟
قال لهم : (يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل فيكم ؟) فقالوا : (خيراً أخ كريم ، وابن أخ كريم) ،
فقال صلى الله عليه وسلم : (اذهبوا فأنتم الطلقاء) .
قال صلى الله عليه وسلم : (ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزاً) [صحيح مسلم].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم عفواً سهلاً مع الناس ، ملتمساً لهم الأعذار في تصرفاتهم .
هل تحب أن يغفر الله لك ؟
قال الله تعالى : (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) [سورة النور : 22].
********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق