الاثنين، 27 يونيو 2016

23 رمضان 1437 هـ - مع غير المسلمين

********************************
23 رمضان 1437 هـ - مع غير المسلمين
********************************
مرت جنازةٌ يوماً أمام النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام لها ، فقيل له : يا رسول الله ، إنما هي جنازة يهودي . فقال صلى الله عليه وسلم : (أليست نفساً) [صحيح : في صحيح مسلم ، وفي صحيح أبي داود].
لقد كان صلى الله عليه وسلم رحيماً بالناس كلهم ، لم يكن يميز بين مسلم أو غير مسلم .
يتعامل مع الناس عموماً بالإحسان ، ومن المبادئ التي اهتم بها أن يتعايش مع كل البشر .
لقد كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع غير المسلمين ، يحسن إليهم ويزورهم ويبيع ويشتري منهم .
فقد قبل صلى الله عليه وسلم هدية من المقوقس حاكم مصر ، وتوفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي .
كان غلام يهودي يخدم عند النبي صلى الله عليه وسلم . وفي يوم فقد النبي صلى الله عليه وسلم خادمه اليهودي ، فأخبروه بأن الفتى طريح الفراش ، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم إليه كي يزوره .
فلما دخل بيته وجده يصارع سكرات الموت فقعد صلى الله عليه وسلم عند رأسه وقال له : (أسلم) . فنظر الغلام إلى أبيه ، فقال أبوه : أطع أبا القاسم . فأسلم الغلام ، فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم وخرج من عنده وهو يقول : (الحمد لله الذي أنقذه من النار) [في صحيح البخاري].
ويتأكد التعامل الحسن مع الوالدين ومع الأقارب منهم .
سألت أسماء بنت أبي بكر : يا رسول الله ، إن أمي قد قدمت عليّ وهي مشركة ، أفأصلها ؟ قال صلى الله عليه وسلم : نعم ، صلي أمك . [صحيح : الألباني في صحيح الترغيب وصحيح أبي داود].
كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على أن يتعلم المسلمون اللغات المختلفة ، كي يسهل التواصل ويحصل التعايش مع الناس ، ولأجل دعوتهم إلى الإسلام . فأمر زيد بن ثابت رضي الله عنه أن يتعلم لغة اليهود ليكاتبهم بها ويقرأ كتبهم إذا وردت إليه .
إن المسلم المقيم في بلاد غير المسلمين هو سفير عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلابد أن يتحلى بأداب وأخلاق الإسلام وأن يتعامل بالأحسن معهم ، فيتكلم معهم بألين العبارات ، ويلبي دعوتهم ويقدم لهم الهدية .
قال الله تعالى : (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) [سورة الممتحنة : 8].
لقد حفظ محمد صلى الله عليه وسلم وضمن لغير المسلمين آمنهم ، فلا يتعرض لهم بسوء لا من المسلمين ولا من غيرهم ما داموا في أرض الإسلام .
قال صلى الله عليه وسلم : (ألا من ظلم معاهداً ، أو انتقصه حقه ، أو كلفه فوق طاقته ، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه ، فأنا حجيجه يوم القيامة) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع].
أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقف مع المعاهد ويكون خصماً لهذا الظالم في يوم القيامة .
والمعاهد هو الرجل يدخل إلى بلاد الإسلام ، وقد أخذ عهداً من المسلمين بالأمان ، فيحرم قتله .
قال صلى الله عليه وسلم : (من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً) [صحيح البخاري].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وكن سفيراً حسناً لدين الإسلام .
لقد تعامل صلى الله عليه وسلم مع كل الناس تعاملاً قائماً على العدل والصدق والرحمة ، فلم يجبر أو يكره أحداً على الدخول بالإسلام ، ولم يسلب الحرية من الذين لم يتبعوه .
********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق