الثلاثاء، 7 يونيو 2016

3 رمضان 1437 هـ - حسن الخلق

********************************
3 رمضان 1437 هـ - حسن الخلق
********************************
مشى النبي صلى الله عليه وسلم يوماً مع الصحابي الجليل أنس بن مالك وكان قد لبس رداءً سميكاً يلتحف به .
بينما هو يمشي إذ مسكه رجل أعرابي من خلفه ، وشده من ردائه بقوة ،
قال : يا محمد ، أعطني من مال الله الذي عندك .

نظر أنس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد تأثر عنقه من شدة جبذة الأعرابي

ترى ماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع هذا الرجل ؟

التفت إليه مبتسماً ، ثم ضحك وأمر له بعطاء .

فنزل قول الله تعالى : (وإنك لعلى خلق عظيم)
لقد زكى الله عز وجل نبيه ومدحه بحسن خلقه .

قالت أم المؤمنين صفية : (ما رأيت أحداً أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم) [رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن].

كان صلى الله عليه وسلم سهلاً ليناً قريباً من الناس
عن علي بن أبي طالب قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسع الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة)
[رواه الترمذي ، والعريكة هي الطبيعة].

هو أشد الناس لطفاً وما تكلم معه أحد إلا أصغى . وإذا جلس مع الرجل أقبل عليه بوجهه وجسده .
لا يعبس في وجهه ولا يغلظ عليه في مقاله ، ولا يمسك عليه فلتات لسانه ، ولا ينصرف حتى يفرغ من كلامه .

قال الله تعالى : (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) [سورة آل عمران : 159].

قال صلى الله عليه وسلم : (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل ، صائم النهار) [الألباني في السلسلة الصحيحة].

كان صلى الله عليه وسلم يبين لأصحابه أنكم بأخلاقكم تكسبون محبة الناس ، بأخلاقكم تعيشون سعداء مع أهلكم ، بأخلاقكم تدعون الناس إلى الإسلام .

بالأخلاق الحسنة تستطيع أن تأسر قلوب الناس .

قال أنس رضي الله عنه : (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، وما قال لشيءٍ صنعته : لم صنعتَه ، ولا شيء تركته : لم تركتَه) [صحيح : الألباني].

سئلت أم المؤمنين عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : (كان خلقه القرآن) [صحيح مسلم].
كان يتخلق بأخلاق القرآن فكل ما أثنى عليه القرآن تحلى به ، وكل ما نهى عنه القرآن تخلى عنه .

على الرغم أن الله عز وجل قد مدح نبيه في كتابه : (وإنك لعلى خلق عظيم) ، إلا إنه كثيراً ما كان يدعو بهذا الدعاء :
(اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت) [صحيح مسلم].

قال صلى الله عليه وسلم : (إن أحبكم إلي أحاسنكم أخلاقاً ، الـموطؤون أكنافاً ، الذين يألفون ويؤلفون) [حسن لغيره : الألباني].

أي القريبون من الناس ، تستطيع أن تستفيد منهم .  إن المؤمن حسن الخلق ، يألف ويؤلف ، ليس بفظ ولا غليظ .
هؤلاء هم الذين يعيشون مع الناس ، منفتحون مع الناس ، يعيشون أفراحهم ، يعيشون أتراحهم ، يقضون حاجاتهم .

سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال : (تقوى الله وحسن الخلق) [إسناده حسن : الألباني].
قال صلى الله عليه وسلم : (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق) [حديث حسن صحيح].

عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم حسن الخلق هيناً ليناً متلطفاً مع والديك مع زوجتك مع إخوتك مع أصدقائك ومع الناس .

وانظر إلى بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لصاحب الخلق الحسن (وأنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) [إسناده حسن].

********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق