الثلاثاء، 21 يونيو 2016

17 رمضان 1437 هـ - مع الجار

********************************
17 رمضان 1437 هـ - مع الجار
********************************
لما وقف جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أمام النجاشي ملك الحبشة أعطاه وصفاً موجزاً لحالة الناس في الجاهلية .
(أيها الملك ؛ كنا أهل جاهلية : نعبد الأصنام ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، إلى ان قال : حتى بعث الله إلينا رسولاً منا ، وأمرنا بصدق
الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار) [صحيح : الألباني في فقه السيرة عن أم سلمة].
لقد كان الجار لا يأمن شر جاره ، بل كان ينتظر منه الشر في أي لحظة !
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فرفع قيمة حسن الجوار ، وأعطى للجار حقوقاً كثيرة .
لقد كان صلى الله عليه وسلم خير جار لجاره وأحسن الناس جواراً . فكان صلى الله عليه وسلم يسلم على جاره ويبتسم في وجهه ويشاركه
أفراحه ، وكان يعوده في مرضه ويعزيه في مصيبته ، ويغض بصره عن أهله ويصبر على أذاه ويستر عليه .
قال صلى الله عليه وسلم : (خير الجيران عند الله خيرهم لجاره) [صحيح : الألباني في صحيح الأدب المفرد].
كان جبريل عليه السلام كلما التقى النبي J أوصاه بالجار وبالإحسان إلى الجار ، حتى ظن J من كثرة هذه الوصية بأن الجار سيكون له
نصيب من الميراث ، كأنه فرد من أفراد الأسرة .
قال صلى الله عليه وسلم : (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) [رواه البخاري ومسلم].
كان صلى الله عليه وسلم يحب أن يتذكر الجار جاره مما يصنعه لنفسه . قال صلى الله عليه وسلم : (يا أبا ذر ! إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها
وتعاهد جيرانك) [صحيح مسلم].
قال الله تعالى : (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب
والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً) [سورة النساء : 36].
لقد أمر الله عز وج بحفظ الجار ، وقد جاء ذكر الجار بعد الوالدين والأقربين ، تأكيداً على القيام بحقه ، سواءً الجار ذي القربى أو الجار الذي
ليس بينك وبينه قرابة ، مسلماً كان أم غير مسلم .
إن العناية بالجار عبادة نتقرب بها إلى الله عز وجل ، وربما كان الطريق الذي تدخل به إلى الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) [رواه مسلم] ، والبائقة هي : الشر والمصائب .
قال رجل : يا رسول الله ، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها ، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها ، قال صلى الله عليه وسلم: (
هي في النار) ، ثم قال : يا رسول الله ، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها ، وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط ، ولا تؤذي جيرانها ، قال
صلى الله عليه وسلم : (هي في الجنة). [صحيح : الألباني في صحيح الترغيب عن أبي هريرة].
إن الجار أعلم بجاره ، ويعلم عنه ما لا يعلمه غيره ، فإن كان الجار في حاجة فلا بد للجار أن يعين جاره .
قال صلى الله عليه وسلم : (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه ، وهو يعلم به) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وتعاهد جيرانك وأحسن إليهم .
قال صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره) [رواه البخاري ومسلم].
********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق