الخميس، 16 يونيو 2016

12 رمضان 1437 هـ - قضاء الحوائج


********************************
12 رمضان 1437 هـ - قضاء الحوائج
********************************
لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتزل في غار حراء نزل عليه جبريل عليه السلام . فخاف صلى الله عليه وسلم ونزل إلى بيته وقال : دثروني دثروني ،
فقالت له أم المؤمنين خديجة : (كلا والله ما يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق) [صحيح مسلم].
بهذه الكلمات الجميلة هدأت أم المؤمنين رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذه الأعمال تجسد لنا كيف كان صلى الله عليه وسلم يقضي حوائج الناس .
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : (إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر ، وكان يعود مرضانا ويتبع جنائزنا ، ويغزو معنا ، ويواسينا بالقليل والكثير) [مسند أحمد - إسناده حسن].
كان صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن حاجة لم يرد السائل .
عن جابر رضي الله عنه قال : (ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط فقال : لا) [صحيح البخاري ومسلم].
قال صلى الله عليه وسلم : (المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يُسلِمْه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ولا يسلمه : أي لا يتركه مع من يؤذيه ، بل ينصره ويدفع عنه . ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) [صحيح مسلم]
خلق الله عز وجل الناس مكملين لبعضهم البعض ، كل إنسان يحتاج إلى الآخر .
إن صاحب الحاجة إذا جاء إليك واختارك من بين الناس ، فهو صاحب الفضل عليك لأنه يسوق لك الأجر .
قال صلى الله عليه وسلم : (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس)
لم يقل أنفعهم للمسلمين أو للقريبين ، بل قال أنفعهم للناس ، بكل نفع ممكن ، سواءً بالتعليم ، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بالجاه والمكانة والشفاعة الحسنة للناس ، أو بالمشاعر ومواساته للناس ومعايشته لهمومهم ومشاكلهم والسعي في تفريج كرباتهم إما بنفسه أو السعي لدى الآخرين ممن يستطيعون الوصول إليهم .
ثم قال صلى الله عليه وسلم : (وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً) .
سعيك مع أخيك المسلم لقضاء حاجته ولو لم تستغرق منك سوى دقائق ، سواءً أقضيت هذه الحاجة أم لم تقضى أحب إلى الله وأعظم أجراً
وأثقل في الميزان من الاعتكاف شهراً كاملاً في المسجد النبوي الذي تضاعف فيه الصلاة بألف صلاة .
ثم يقول : (ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام)
[حسنه الألباني في صحيح الجامع].
قال صلى الله عليه وسلم : (كان رجل يداين الناس ، فكان يقول لفتاه : إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا ، فلقي الله فتجاوز عنه) [صحيح مسلم].
قال صلى الله عليه وسلم : (من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله) [رواه مسلم].
نعمة عظيمة من الله عليك إذا كانت حوائج الناس تمضي على يديك .
قال صلى الله عليه وسلم : (من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل) [صحيح مسلم].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم واحرص على نفع الناس ومساعدة الناس .
كن عوناً لإخوتك فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه .
********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق