الأربعاء، 8 يونيو 2016

4 رمضان 1437 هـ - الصادق

********************************
4 رمضان 1437 هـ - الصادق
********************************
أتدري من سمى محمداً بالصادق الأمين ؟
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معروفاً بالصدق في مكة ، لم يعهد منه قومه الكذب والخيانة . ولم يستطيعوا وصفه بالكذب حتى بعد بعثته .

طاف أبو جهلٍ بالبيت ذات ليلة ومعه الوليدُ بن المغيرة ، فقال أبو جهل : والله إني لأعلم أنه لصادق ! فقال له الوليد : وما دلك على ذلك ؟ فقال : كنا نسميه في صباه الصادق الأمين ، فلما تم عقله وكمل رشده نسميه الكذاب الخائن !

أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل رابح ينتهي بصاحبه إلى الجنة ، وعن ذنب خطير ينتهي بصاحبه إلى النار .

قال صلى الله عليه وسلم : (عليكم بالصدق ؛ فإن الصدق يهدي إلى البر - أي إلى الطاعة - ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق - أي يبحث عن الصدق - حتى يكتب عند الله صديقًا ، وإياكم والكذب ؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور - أي إلى المعاصي - ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب - أي يبحث عن الكذب - حتى يكتب عند الله كذابًا) [رواه مسلم].

إن الصدق أحد أركان شخصية المؤمن ، بالصدق يتميزُ أهلُ الإيمان عن أهلِ النفاق .

إن الكذب هو أبغض الأخلاق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا علم أن أحدٌ من أهله كذب كذبة أعرض عنه .

افعل هذا مع أبنائك ، إذا علمت أن ابنكَ قد كذبَ كذبةً فأعرض عنه وقل له : لا أكلمك اليوم ، كي لا يعتاد لسانه على الكذب .

عن عبد الله بن عامر dقال : دعتني أمي يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا ، فقالت : تعال أعطيك ، فقال لها صلى الله عليه وسلم : (وما أردت أن تعطيه ؟) قالت : أعطيه تمراً ،
فقال لها صلى الله عليه وسلم :
(أما إنك لو لم تعطه شيئاً كُتبت عليك كذبة)
[رواه أبو داود].

في الماضي كان الشخص إذا قال كذبة تنتهي في مجلسه الذي هو فيه ،

أما اليوم فيكذب الرجل الكذبة في مواقع التواصل الاجتماعي فتصل إلى آخر الدنيا .

إن الكاذب يعذب في قبره قبل يوم القيامة ، ففي حديث الرؤيا الطويل يشرشر خده وأنفه وعيناه إلى قفاه ،
فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقيل له : (إنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق) [صحيح البخاري].

وليحذر من ينشر هذه الشائعات من دون أن يتثبت ، وكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع .

لقد تكفل النبي صلى الله عليه وسلم لمن ترك الكذب ببيت في وسط الجنة .

إن العبد لا ينفعه يوم القيامة ولا ينجيه من عذاب النار إلا أن يكون صادقاً ,

قال الله تعالى : (قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم) [سورة المائدة  : 119].

عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وكن صادقاً مع الله في عبادتك ، صادقاً مع الناس في كلامك ووعودك .

المؤمن مطالب ألا يتكلم بكلامٍ لا يطبقه ؛ فإذا حدث صدق ، وإذا وعد أوفى .

إن الصدق صفة الله عز وجل فالله خير الصادقين ، ومن أصدق من الله حديثاً .
********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق