الخميس، 30 يونيو 2016

26 رمضان 1437 هـ - من سمات النبي

********************************
26 رمضان 1437 هـ - من سمات النبي
********************************
قال الله تعالى : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) [سورة الأنبياء : 107].
خص الله سبحانه وتعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بأحسن الأخلاق وبأجمل الصفات وأحسنها وأتمها .
كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً كان وجهه جميلاً مستنيراً ، وخاصة إذا سر .
قال كعب بن مالك رضي الله عنه : سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور ، وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا سر استنار وجهه ، حتى كأنه قطعة قمر ، وكنا نعرف ذلك منه . [صحيح البخاري].
وكانت عيناه واسعتين جميلتين ، شديدتي سواد الحدقة ، له حمرة في بياض العين .
وكان صلى الله عليه وسلم أبيض اللون ، لين الكف ، طيب الرائحة . كثير شعر اللحية ، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير .
وكان له خاتم النبوة بين كتفيه ، وهو شيء بارز في جسده صلى الله عليه وسلم كالشامة .
فعن جابر بن سمرة قال : (ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة ، يشبه جسده) [صحيح مسلم].
كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً . عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من
العذراء في خدرها ، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه) [صحيح البخاري].
كان صلى الله عليه وسلم كريماً وأكرم الناس لضيوفه .
قال صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) [صحيح البخاري ومسلم].
وكان صلى الله عليه وسلم رحيماً وشملت رحمته الحيوان والطير .
دخل صلى الله عليه وسلم بستاناً لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل ، فأتى صلى الله عليه وسلم الجمل فمسح عليه ، ثم قال : لمن هذا الجمل ؟
فجاء فتى من الأنصار فقال : لي يا رسول الله . فقال له : (أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها ، فإنه شكا لي أنك تجيعه) [سنن
أبي داود].
وأخبر صلى الله عليه وسلم عن رجل سقا كلباً فغفر الله له . فقال الصحابة : يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم لأجراً ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : (في كل ذات كبد رطبة أجر) [صحيح البخاري].
وأمر صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الذبيحة حال ذبحها ، ونهى أن تحد آلة الذبح أمام عينيها .
قال صلى الله عليه وسلم : (من رحم ولو ذبيحة عصفور ، رحمه الله يوم القيامة) [حسن : الألباني في صحيح الجامع].
كان يتكلم بجوامع الكلم أي قليل اللفظ كثير المعاني ، يفصل الجمل عن بعضها . وكان يعيد الكلمة ثلاثاً لتعقل عنه .
عن أم المؤمنين عائشة قالت : (كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً فصلاً يفهمه كل من سمعه) [حسن : الألباني في صحيح أبي
داود ، والفصل : يفصل الجمل عن بعضها].
أكمل الخلق ذكراً لله عز وجل هو النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان كلامه كله في ذكر الله .
عن أم المؤمنين عائشة قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه) [صحيح مسلم].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وتأسى بهديه وأخلاقه .
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أخبرني بأمر أتشبت به . فقال صلى الله عليه وسلم : (لا يزال لسانك رطباً من
ذكر الله) [صحيح ابن حبان].
********************************

#26 من سمات النبي - هيا نعش #رمضان 7

الأربعاء، 29 يونيو 2016

25 رمضان 1437 هـ - صبر النبي

********************************
25 رمضان 1437 هـ - صبر النبي
********************************
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي يوماً بفناء الكعبة .
فجاء عقبة بن أبي معيط فأخذ برداء النبي ، ثم لوى ثوبه في عنقه ، فخنقه خنقاً شديداً . ولم يستطع أحد أن يدفع عنه صلى الله عليه وسلم .
وعندما رأى أبو بكر الصديق هذا المشهد أسرع فدفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : (أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم) .
لقد أوذي صلى الله عليه وسلم أذىً كثيراً ، وصفه قومه بأنه مجنون وشاعر وكاهن وساحر . يسمع منهم هذه العبارات لكنه يظل صابراً محتسباً .
وفي يوم أحد شج وجهه وكسرت رباعيته ، فشق ذلك على أصحابه فقالوا : يا رسول الله ، ادع على المشركين .
فقال صلى الله عليه وسلم : (إني لم أبعث لعاناً ، وإنما بعثت رحمة) [صحيح مسلم عن أبي هريرة].
ولما أوذي صلى الله عليه وسلم وهو عائد من الطائف ورموه بالحجارة وسالت الدماء من قدميه ، جاءه جبريل ومعه ملك الجبال فقال : إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين . فكان جوابه صلى الله عليه وسلم :
(بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئاً) [صحيح مسلم].
كانوا يشتمونه وينادوه : يا مذمم . فلا يحزن ولا يلتفت إليهم صلى الله عليه وسلم بل يقول : (ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم ! يشتمون مذمماً ، ويلعنون مذمماً ، وأنا محمد) [صحيح البخاري عن أبي هريرة].
إن الحياة لا تخلو من مستهزئين ، ولا تخلو من المصاعب والمشكلات فلا تأبه فإن الله معك .
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ النبي من قميصه بقوة وقال : ألا تقضيني يا محمد حقي ؟ فو الله ما علمتكم بني عبد المطلب إلا مطلاً .
فانقض عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال : يا عدو الله ، والله لولا أني أخشى غضبه لضربت بسيفي هذا عنقك .
فقال صلى الله عليه وسلم : (يا عمر ، كنا أحوج إلى غير هذا ، أن تأمرني بحسن الأداء ، وأن تأمره بحسن الطلب ، خذه فأعطه حقه ، وزده عشرين صاعاً من تمر جزاء ما روعته) .
فأخذه عمر فأعطاه حقه وزاده . فقال الرجل : أتعرفني يا عمر ؟ قال : لا ، فمن أنت ؟
فقال : أنا زيد بن سعنة حبر اليهود . فقال عمر : فما دعاك أن تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت وتفعل به ما فعلت ؟
فقال : لقد نظرت في علامات النبوة فوجدت كل العلامات فيه إلا اثنتين : يسبق حلمه جهله ، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً ، فقد اختبرتهما . فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . [صحيح ابن حبان]
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (أوصني) . فقال : (لا تغضب) فعاد إلى النبي مراراً ، فقال : (لا تغضب) [صحيح البخاري].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وكن حليماً صبوراً .
جاء رجال من قبيلة عبد القيس ليسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فتسابقوا إليه . وتأخر عنهم رجل يدعى الأشج فتريث في لبس ملابسه ونفض غباره ثم جاء يمشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
فقال صلى الله عليه وسلم له : (إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة) [صحيح مسلم].
********************************

24 رمضان 1437 هـ - القرآن

********************************
24 رمضان 1437 هـ - القرآن
********************************
قال الله تعالى : (ورتل القرآن ترتيلاً) [سورة المزمل : 4].
أمر الله عز وجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بتلاوة آيات القرآن العظيم .
إن القرآن هو كلام الله عز وجل المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هو معجزة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ، تحدى الله U الناس جميعاً أن يأتوا بمثله أو بمثل سورة منه .
لقد تكفل الله عز وجل حفظ كتابه بنفسه .
قال الله تعالى : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [سورة الحجر : 9].
قال صلى الله عليه وسلم : (إن لله أهلين من الناس) قالوا : يا رسول الله ، من هم ؟ قال : (هم أهل القرآن ؛ أهل الله وخاصته) [صحيح :
الألباني في صحيح ابن ماجه عن أنس بن مالك].
كان صلى الله عليه وسلم يحب القرآن ويفرح بلقاء جبريل عليه السلام عندما يقرأ القرآن معه .
وكان صلى الله عليه وسلم يخاف أن ينسى شيئاً منه ، فصار يتعجل بحفظ آياته . فقال الله تعالى : (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه
وقرآنه) [سورة القيامة : 16 - 19].
كان صلى الله عليه وسلم يحب أن يقرأ القرآن في كل يوم ، له حزب يقرؤه ولا يخل به .
فإذا استفتح قراءته قال : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) .
كان يقطع قراءته ويقف عند كل آية ، ويمد حروف المد .
يحب أن يرتل ويزين قراءته ، ويقول : (زينوا القرآن بأصواتكم ، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع
عن البراء بن عازب].
قال الله تعالى : (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم) [سورة الحجر : 87 - 88].
لقد بين الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم أن ما آتاه من آيات القرآن العظيم لهو خير وأفضل من الدنيا وزينتها .
كان يقرأ القرآن قائماً وقاعداً ومضطجعاً ، ومتوضأً ومحدثاً ، ولم يكن يمنعه من القراءة إلا الجنابة .
قال الله تعالى : (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) [سورة الفرقان : 30].
لقد شكا صلى الله عليه وسلم قومه إلى ربه لما هجروا القرآن .
إن كتاب الله أجل من أن يترك أياماً من دون أن يفتح . لابد أن يكون في أنفسنا شوق للقرآن .
إن القرآن ليس كتاب نقرأه في المسجد فقط ، بل هو رفيق درب ، يظل معك في كل حياتك ، تقرأه في الصباح وتقرأه في المساء .
قال صلى الله عليه وسلم : (من سره أن يحب الله ورسوله ، فليقرأ في المصحف) [حسن : الألباني في صحيح الجامع والسلسلة الصحيحة عن
عبد الله بن مسعود].
إن وجدت فراغاً وأنت في بيتك فافتح المصحف واقرأ من آياته واحتسب أن الله يدخر لك ما تقرأه عنده .
قال صلى الله عليه وسلم : (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول آلم حرف ، ولكن : ألف حرف ولام
حرف وميم حرف) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع وصحيح الترمذي].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم واجعل لك ورداً يومياً من القرآن . وليكن القرآن رفيقك .
قال صلى الله عليه وسلم : (اقرؤوا القرآن ، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) [صحيح مسلم].
********************************

#25 صبر النبي - هيا نعش #رمضان 7

الاثنين، 27 يونيو 2016

23 رمضان 1437 هـ - مع غير المسلمين

********************************
23 رمضان 1437 هـ - مع غير المسلمين
********************************
مرت جنازةٌ يوماً أمام النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام لها ، فقيل له : يا رسول الله ، إنما هي جنازة يهودي . فقال صلى الله عليه وسلم : (أليست نفساً) [صحيح : في صحيح مسلم ، وفي صحيح أبي داود].
لقد كان صلى الله عليه وسلم رحيماً بالناس كلهم ، لم يكن يميز بين مسلم أو غير مسلم .
يتعامل مع الناس عموماً بالإحسان ، ومن المبادئ التي اهتم بها أن يتعايش مع كل البشر .
لقد كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع غير المسلمين ، يحسن إليهم ويزورهم ويبيع ويشتري منهم .
فقد قبل صلى الله عليه وسلم هدية من المقوقس حاكم مصر ، وتوفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي .
كان غلام يهودي يخدم عند النبي صلى الله عليه وسلم . وفي يوم فقد النبي صلى الله عليه وسلم خادمه اليهودي ، فأخبروه بأن الفتى طريح الفراش ، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم إليه كي يزوره .
فلما دخل بيته وجده يصارع سكرات الموت فقعد صلى الله عليه وسلم عند رأسه وقال له : (أسلم) . فنظر الغلام إلى أبيه ، فقال أبوه : أطع أبا القاسم . فأسلم الغلام ، فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم وخرج من عنده وهو يقول : (الحمد لله الذي أنقذه من النار) [في صحيح البخاري].
ويتأكد التعامل الحسن مع الوالدين ومع الأقارب منهم .
سألت أسماء بنت أبي بكر : يا رسول الله ، إن أمي قد قدمت عليّ وهي مشركة ، أفأصلها ؟ قال صلى الله عليه وسلم : نعم ، صلي أمك . [صحيح : الألباني في صحيح الترغيب وصحيح أبي داود].
كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على أن يتعلم المسلمون اللغات المختلفة ، كي يسهل التواصل ويحصل التعايش مع الناس ، ولأجل دعوتهم إلى الإسلام . فأمر زيد بن ثابت رضي الله عنه أن يتعلم لغة اليهود ليكاتبهم بها ويقرأ كتبهم إذا وردت إليه .
إن المسلم المقيم في بلاد غير المسلمين هو سفير عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلابد أن يتحلى بأداب وأخلاق الإسلام وأن يتعامل بالأحسن معهم ، فيتكلم معهم بألين العبارات ، ويلبي دعوتهم ويقدم لهم الهدية .
قال الله تعالى : (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) [سورة الممتحنة : 8].
لقد حفظ محمد صلى الله عليه وسلم وضمن لغير المسلمين آمنهم ، فلا يتعرض لهم بسوء لا من المسلمين ولا من غيرهم ما داموا في أرض الإسلام .
قال صلى الله عليه وسلم : (ألا من ظلم معاهداً ، أو انتقصه حقه ، أو كلفه فوق طاقته ، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه ، فأنا حجيجه يوم القيامة) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع].
أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقف مع المعاهد ويكون خصماً لهذا الظالم في يوم القيامة .
والمعاهد هو الرجل يدخل إلى بلاد الإسلام ، وقد أخذ عهداً من المسلمين بالأمان ، فيحرم قتله .
قال صلى الله عليه وسلم : (من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً) [صحيح البخاري].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وكن سفيراً حسناً لدين الإسلام .
لقد تعامل صلى الله عليه وسلم مع كل الناس تعاملاً قائماً على العدل والصدق والرحمة ، فلم يجبر أو يكره أحداً على الدخول بالإسلام ، ولم يسلب الحرية من الذين لم يتبعوه .
********************************

#23 مع غير المسلمين - هيا نعش #رمضان 7

الأحد، 26 يونيو 2016

22 رمضان 1437 هـ - الصدقة

********************************
22 رمضان 1437 هـ - الصدقة
********************************
جاء رجل من الصحابة فرأى النبي صلى الله عليه وسلم قد لبس حلةً جديدة ، فقال الرجل : أعطني إياها يا رسول الله . فدخل النبي صلى الله
عليه وسلم مباشرةً إلى بيته ولبس ثوبه القديم ، ثم خرج وبيده الثوب الجديد وأعطاه للرجل .
كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأكرم الناس ، وكان يعطي عطاء كثيراً ، عطاء من لا يحسب حساباً للفقر ولا يخشاه ، لأنه يعلم بأن الله
عز وجل هو الرزاق ذو الفضل العظيم . وإذا جاءه محتاج آثره صلى الله عليه وسلم على نفسه وأعطاه .
قال الله تعالى : (إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم) [سورة التغابن : 17].
إن الله يطلب منا القرض وهو غني عنا ؟
إن المقصود بالقرض الحسن هو أي عمل صالح مع أي مخلوق ، لذلك كان جزاء من يقرض الله قرضاً حسناً أن يضاعفه الله له وأن يدخل
صاحبه الجنة .
قال صلى الله عليه وسلم : (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، فإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبها كما
يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع ، والفلو : هو المهر].
إن الله يحب الصدقة من عباده ، ويزيدها لصاحبها ويعظمها حتى تثقل في ميزانه وتصير مثل الجبل .
قال صلى الله عليه وسلم : (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً . ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً
تلفاً) [صحيح البخاري].
قد يكون المال عند الإنسان كثيراً ولكن حينما ترفع بركته فلا ينتفع الإنسان به ، ولا يشعر كيف ذهب منه .
لذلك قال صلى الله عليه وسلم : (ما نقصت صدقة من مال) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع].
أي أن المال لا ينقص ؛ بل إن الله يعوضه بدلاً من هذا المال الذي أنفقه بأن يبارك له في ماله . إن إنفاق المال وإطعام الطعام وسقيا الماء كلها
أشكال متنوعة للصدقات .
قال صلى الله عليه وسلم : (الصدقة على المسكين صدقة ، وهي على ذي الرحم ثنتان : صدقة وصلة) [رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن
ماجه والدارمي].
كتب الله عز وجل أن القبور مملوءة ظلمة ومملوءة حر على أهلها ، فتأتي الصدقة فتذهب حر القبر على هذا المؤمن .
قال صلى الله عليه وسلم : (إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور) [حسن : الألباني في صحيح الترغيب والسلسلة الصحيحة].
قال صلى الله عليه وسلم :
(ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ، ليس بينه وبينه ترجمان - أي يكلمه مباشرة بلا واسطة - فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر أشأم
منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه . فاتقوا النار ولو بشق تمرة) [صحيح مسلم].
إن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، فكلنا ذو خطأ وكلنا يقع منا الخطأ .
قال صلى الله عليه وسلم : (صدقة السر تطفئ غضب الرب) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع عن عبد الله بن مسعود].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم واجعل لك في كل يوم قرضاً حسناً .
في يوم القيامة تكون الشمس على الرؤوس قدر ميل وتتصبب الأجساد عرقاً ، فما الذي سيظللك عند الله يوم القيامة ؟
قال صلى الله عليه وسلم : (إن ظل المؤمن يوم القيامة صدقته) [إسناده صحيح : الألباني في تخريج مشكاة المصابيح].
********************************

#22 الصدقة - هيا نعش #رمضان 7

السبت، 25 يونيو 2016

21 رمضان 1437 هـ - عفو النبي

********************************
21 رمضان 1437 هـ - عفو النبي
********************************
خرج ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة ذاهباً إلى مكة كي يعتمر وكان مشركاً ،
كان يمشي بحدود المدينة فقبض عليه الصحابة تحسباً من أن يعتدي عليهم . ثم ربطوه بسارية من سواري المسجد .
فماذا فعل صلى الله عليه وسلم مع أسيره ؟
أمر صلى الله عليه وسلم أن يحسنوا إلى هذا الأسير ، ثم رجع إلى أهله وجمع ما عنده من طعام وأرسله إليه ، وأمر أن تطعم دابة ثمامة وأن
تعرض أمامه في الصباح والمساء .
ثم أتاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (ماذا عندك يا ثمامة ؟) ، فقال : (خيراً ؛ إن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت
تريد المال ، فسل تعط منه ما شئت) . فتركه صلى الله عليه وسلم .
وفي اليوم الثاني أتاه صلى الله عليه وسلم فقال : (ما عندك يا ثمامة ؟) فأعاد إجابته .
ولما كان اليوم الثالث قال صلى الله عليه وسلم : (ما عندك يا ثمامة ؟)
فأعاد ثمامة ما قال له . فقال صلى الله عليه وسلم : (أطلقوا ثمامة) .
فأطلقوه وأعطوه دابته .
فانطلق ثمامة إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ، ثم رجع إلى المسجد فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛
يا محمد ! والله ما كان في الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي . [متفق عليه].
هكذا كان يتعامل صلى الله عليه وسلم مع الأسرى ، يتعامل معهم بكل لين بل يعفو ويصفح .
أمر صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يكرموا أسرى غزوة بدر . وكان من الأسرى من ليس معه مال كي يفدي نفسه ، فماذا طلب J منهم كي
يطلقهم ؟
طلب منهم أن يعلموا أطفال المسلمين القراءة والكتابة ، وبهذا عفا عنهم صلى الله عليه وسلم .
كان صلى الله عليه وسلم يتلقى الأذى من قومه فلا يقابلهم بمثل عملهم ، بل كان يعود إلى دعوتهم ونصحهم كأنه لم يلقى شيئاً منهم .
متمثلاً بقول الله تعالى : (فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين) [سورة المائدة : 13].
سئلت أم المؤمنين عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : (لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً في الأسواق ولا يجزي
السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح) [حديث حسن صحيح - رواه الترمذي عن أم المؤمنين عائشة].
لقي صلى الله عليه وسلم من قريش أذىً كثيراً فأخرجوه من بلده وحاربوه وقاتلوه ، ولما دخل إلى مكة منتصراً وجلس في المسجد وقف أهل مكة
يرقبون أمامه العقاب الذي سينزله بهم جزاء ما قدموه له من إيذاء .
ترى ماذا فعل صلى الله عليه وسلم معهم ؟
قال لهم : (يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل فيكم ؟) فقالوا : (خيراً أخ كريم ، وابن أخ كريم) ،
فقال صلى الله عليه وسلم : (اذهبوا فأنتم الطلقاء) .
قال صلى الله عليه وسلم : (ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزاً) [صحيح مسلم].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم عفواً سهلاً مع الناس ، ملتمساً لهم الأعذار في تصرفاتهم .
هل تحب أن يغفر الله لك ؟
قال الله تعالى : (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) [سورة النور : 22].
********************************

#21 عفو النبي - هيا نعش #رمضان 7

الجمعة، 24 يونيو 2016

20 رمضان 1437 هـ - صلة الرحم

********************************
20 رمضان 1437 هـ - صلة الرحم
********************************
قال صلى الله عليه وسلم : (خلق الله الخلق ، فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقوي الرحمن وقالت : (هذا مقام العائذ بك من القطيعة)
والمراد بأن الرحم تعلقت برحمة الله تستغيث بالله من أن يقطعها أحد . فقال الله تعالى : (نعم أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من
قطعك ؟) قالت : بلى يا رب ! فقال تعالى : (فهو لك) [صحيح البخاري عن أبي هريرة].
قال الله تبارك وتعالى : (أنا الله وأنا الرحمن ، خلقت الرحم ، وشققت لها من اسمي ، فمن وصلها وصلته ، ومن قطعها بتته) [صحيح : الألباني
في صحيح الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم].
لقد انتصر الله عز وجل للرحم وجعلها في حمايته ؛ كل هذا من الله عز وجل لأجل الرحم !
قال الله تعالى : (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) [سورة النساء : 1].
قد يكون الإنسان كثير الصلاة والصيام ويقرأ القرآن ويقوم الليل ، لكنه يحرم من دخول الجنة ! كيف ذلك ؟
قال صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة قاطع رحم) [صحيح مسلم].
فقاطع الرحم هو الذي لا يزور والديه ولا يتصل بأقاربه ولا يطمئن عن إخوته ولا يدري عن حال عماته وخالاته .
إن من يقسو على أقاربه قد تعجل له العقوبة في الدنيا قبل الآخرة ،
فقد قال صلى الله عليه وسلم : (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة : من البغي وقطيعةِ الرحم)
[صحيح : الألباني في صحيح الترمذي وابن ماجه].
وبالمقابل فإن الواصل يعجل له الثواب في الدنيا .
قال صلى الله عليه وسلم : (ليس شيء أطيع الله تعالى فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع عن أبي هريرة].
قال الله تعالى : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) [سورة الإسراء : 23].
قال صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) [صحيح البخاري].
وصلة الرحم تكون ببر الوالدين ، وبالاتصال وبالسلام على الأقارب ، وبالهدية وبالزيارة وبدعوتهم إلى بيتك ، المهم أن تبقى الصلة حامية
متصلة .
أما إن حل الجفاء مكان المودة بين الأقارب فهنا امتحان رحمة المسلم بأقربائه ، وهنا يظهر فضل واصل الرحم .
قال صلى الله عليه وسلم : (ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها) [صحيح البخاري].
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إن لي قرابة ؛ أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم
ويجهلون علي . فقال صلى الله عليه وسلم : (لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل - أي تطعمهم التراب الحار - ولا يزال معك من الله ظهير
عليهم ما دمت على ذلك) [صحيح مسلم].
فلم يوجهه صلى الله عليه وسلم إلى المعاملة بالمثل بل شجعه على الاستمرار بصلتهم والتواصل معهم مهما فعلوا فإن الله معه .
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وتواصل مع أقاربك وصل أرحامك .
قال صلى الله عليه وسلم : (من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره ، فليصل رحمه) [صحيح البخاري].
********************************

#20 صلة الرحم - هيا نعش #رمضان 7

الخميس، 23 يونيو 2016

19 رمضان 1437 هـ - في بيت النبي

********************************
19 رمضان 1437 هـ - في بيت النبي
********************************
سئلت أم المؤمنين عائشة : هل كان رسول الله يعمل في بيته ؟ فقالت : (نعم ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ، ويخيط ثوبه
، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته) [صحيح ابن حبان].
كان صلى الله عليه وسلم في بيته الشريف يقوم على حاجته بنفسه ؛ يحلب شاته ، ويرقع ثوبه ، ويخصف نعله ، ويساعد أهله . فإذا حضرت
الصلاة خرج من بيته وصلى بالناس .
لقد حرص صلى الله عليه وسلم على أن يخدم نفسه وأن يقوم بحاجاته الشخصية بنفسه .
وقال صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة لما سألته خادماً : (ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم ؟ تسبحين ثلاثاً وثلاثين ، وتحمدين ثلاثاً
وثلاثين ، وتكبرين أربعاً وثلاثين ، حين تأخذين مضجعك) [صحيح مسلم].
زار عدي بن حاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته ، فقدم له صلى الله عليه وسلم وسادة محشوة بالليف وقال : (اجلس عليها) . فقال
عدي : بل أنت ، فقال صلى الله عليه وسلم : (بل أنت) . فجلس عدي بن حاتم عليها ، وجلس صلى الله عليه وسلم على الأرض .
دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فوجده نائماً على الحصير وقد أثر الحصير في جنبه . فبكى عمر . فقال
صلى الله عليه وسلم : (ما يبكيك ؟) . فقال : يا رسول الله ، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه ، وأنت رسول الله . فقال صلى الله عليه وسلم : (
أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة) [صحيح البخاري].
لقد عاش النبي صلى الله عليه وسلم في منزل لا يعرف الأثاث الفاخر .
لم يعرف بيت النبي صلى الله عليه وسلم مطبخاً ، وكان يمر شهران كاملان ولا يوقد في بيته نار للطبخ .
وكان يعيش الشهر والشهرين على الماء والتمر فقط . وإن لم يجد عند أهله طعاماً أتم بقية يومه صائماً .
فإذا غابت الشمس نبه صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يبقوا أبنائهم في البيت .
قال صلى الله عليه وسلم : (إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ . فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم ،
فأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً ، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله ، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن
تعرضوا عليها شيئاً وأطفئوا مصابيحكم) [صحيح البخاري].
وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله ويجتمع نساؤه في بيت التي يبيت عندها J ، فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ، ثم تنصرف كل واحدة
إلى منزلها . ثم يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام . [تفسير ابن كثير].
فإذا أوى إلى فراشه جمع كفيه كما يفعل الداعي ، ثم قرأ سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس ، ثم ينفث في يديه ، ويمسح بهما ما
استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات .
وكان يقول : (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن) [متفق عليه].
فإذا استيقظ من منامه قال : (الحمد الله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) [صحيح البخاري].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وكون عوناً لأهلك ، وتأسى بسننه في بيتك .
إن لبيتك عليك حق ، إن مساعدة الإنسان لأهله في بيته هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويثاب فاعلها .
********************************