الجمعة، 22 مايو 2020

الحلقة 28 | يتغمدني الله منه برحمة |

إن الأصل في الجنة أن لا يدخلها العبد إلا بفضل الله ورحمته ، فرحمة الله هي الموصلة إلى الجنة وهي المنجية من النار . قال صلى الله عليه وسلم : (سددوا وقاربوا وأبشروا فإنه لن يُدْخِلَ الجنةَ أحداً عملُهُ)

فسددوا أي الزموا الاستقامة واطلبوا الصواب والسداد في أعمالكم ولا تفرطوا ،
وقاربوا ؛ أي لا تكلفوا أنفسكم فوق طاقتكم ،
ثم قال (وأبشروا) وهنا لم يذكر صلى الله عليه وسلم ما هي البِشارة بل أطلقها لتتناول كل فضل من الرحمن ،
ثم قال : (فإنه لن يُدْخِلَ الجنة أحداً عملُهُ) فتعجب الصحابة رضي الله عنهم وقالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : (ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله منه برحمة) [رواه مسلم عن أم المؤمنين عائشة]. ويتغمدني أي يسترني ويغمرني برحمة منه . فأبشروا برحمة الرحمن .

وهذا لا يعني أن العمل لا قيمة له ، فإن المسلمين إذا دخلوا الجنة برحمة أرحم الراحمين يكون التفاوت بينهم بحسب أعمالهم ، فالجنة درجات ومنازل ، والأعمال هي المؤهلة لهذه المنازل فعلى قدر أعمالهم يكون التفاوت بينهم .
(وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) [سورة الزخرف : 72].
على المسلم ألا يُعْجَب بعمله ويغتر به فيفقد رحمة الله به ، وألا ييئس من رحمة الله فيقلل العمل فيوجب عذاب الله عليه . بل يحسن العمل ويرجو رحمة الله . إن العمل لا يكون إلا بتوفيق من الله ، فالذي دلك على العمل ووفقك لأدائه والذي سيتقبله منك ويجزيك عليه الأجر هو الله وهذا كله من رحمته . يا رحمن تغمدنا برحمتك وفضلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق