قال صلى الله عليه وسلم : (لو يعلَمُ المؤمنُ ما عندَ اللهِ من العُقُوبَةِ ما طمع بجنته أحدٌ ، ولو يعلمُ الكافرُ ما عندَ اللهِ من الرحمةِ ما قَنَطَ من جنتهِ أحد) [رواه مسلم]. المؤمن يعيش بين حالين : الخوف والرجاء ، يرجو رحمة الله ويخاف عقوبة الله . وصف الرحمن عباده (يدعون ربهم خوفاً وطمعاً) يعملون الطاعات خوفاً ألا تقبل منهم ، لا يغترون برحمة الله فيأمنوا عذابه .
(نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم * وأن عذابي هو العذاب الأليم) ، أما العبد الذي يرتكب المعاصي ويجترح السيئات ثم يتكل على رحمة الله ويقول إن الله غفور رحيم ، ثم ينسى مراقبة الله وأنه شديد العقاب ويأمن عذابه ، فهذا يعرض نفسه لخطر العقوبة بسبب ذنوبه . فالإنسان الذي يرجو رحمة الله يعمل لها بفعل الطاعات وترك المنكرات .
نحن نفرُ من كل شيء نخاف منه ، إلا الله فإننا نخاف منه فنلجأ إليه ، فأي أمان هذا ؟ وأي راحة نلقاها في وقوفنا بين يديه .
إن من صفة عباد الرحمن خشية الله تعالى ؛ يتحرون في أعمالهم وأقوالهم ما يرضي الله ويتجنبون ما يغضبه . (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب * ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود) اختار سبحانه اسم الرحمن ولم يقل من خشي الجبار أو القهار ، لأن الخشية هنا مغلفة بالرحمة والحب والتعظيم لله ؛ يخافونه سراً وعلانيةً ، يخشون أن تفوتهم رحمة الرحمن فأقبلوا إليه بقلب منيب يرجون رضاه فكان جزاؤهم أن ادخلوا الجنة بسلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق