الجمعة، 15 مايو 2020

الحلقة 23 | إن رحمة الله قريب من المحسنين |

إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، الإحسان له حالان ؛ الأول أن تحسنَ عبادةَ الله ، وهو أن تعبد اللهَ كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك (وأحسن كما أحسن الله إليك) وكما أحسن الله إلينا فهو يحب أن نحسن إلى خلقه ، وهذا هو الحال الثاني (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين) والإحسان للخلق أن يبدأهم بالمعروف لا يرجو منهم ثواباً لا يريد بذلك إلا وجهَ الله . يحسن للقريب والبعيد بالقليل والكثير للمحسن والمسيء إليه ، وكلما أحسن الإنسان عبادته واستحضر عظمة ربه وأحسن إلى خلقه ، كان أقرب إلى رحمة الله (إن رحمة الله قريب من المحسنين) أحسن فإن الله تعالى قال في سورة الرحمن (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) .

الإسلام دين الرحمة قائم على طاعة الحق والإحسان إلى الخلق ، إن الإحسانَ إلى الناس والعفوَ عنهم والتجاوزَ عن معسرِهم من أعظم أسباب النجاة . إن رجلاً لم يعمل خيراً قط وكان يداين الناس ، فإذا جاء وقت جمع الديون أرسل عامله فقال له : (خذ ما تيسر واترُك ما عَسُرَ وتجاوزْ لعل الله يتجاوزُ عنا) ، فلما مات قال الله تعالى : (هل عَمِلْتَ خيراً قط ؟) قال : لا ، إلا أنه كان لي غلام ، وكنت أداين الناس فإذا بعثْتُه يتقاضى ويقبض الدين قلت له : (خذ ما تيسر واترك ما عَسُر وتجاوز ، لعل الله يتجاوز عنا) . قال الرحمن : (قد تجاوزْتُ عنك)
[حديث صحيح أخرجه البخاري باختلاف يسير] .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق