الأحد، 3 مايو 2020

الحلقة 11 | رحمة للعالمين |

عندما اشتدَ أذى المشركينَ على النبي صلى الله عليه وسلم ، شق ذلك على الصحابة الكرام وطلبوا منه أن يدعوَ عليهم فيُكَفُ أذاهم عنه فقالوا : (ادع على المشركين) ، فبماذا أجابهم صلى الله عليه وسلم ؟ قال : (إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة) [صحيح مسلم عن أبي هريرة] . ومعنى لعاناً أي لو دعا عليهم لأبعدوا عن رحمة الله .

إنه الرحمة المهداة ، زينه الرحمن بالرحمة ، بعثه الله رحمة للخلائق عامة إنسهم وجنهم مؤمنهم وكافرهم : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) . كان أرحم الناس بالناس ، والرحمة هي صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لم تفارقه قط طوال سيرته ، في كل مراحل حياته ، فهو القائل : (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا) [صحيح البخاري عن أنس بن مالك].
هو رحْمةٌ حتى على الكافِرينَ ؛ فإنَّهم لا يُعذَّبون وهو بينهم كما قال تعالى : (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) [سورة الأنفال : 33].

ولو كان على غير هذه الصفة ، فكان فظاً متشدداً - وحاشاه صلى الله عليه وسلم - لكان هذا أدعى للتفرقة ولما قامت لأمته قائمة : (فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) . لم تقتصر رحمته على البشر بل امتدت حتى للحيوان والجمادات ، قد وهبه الرحمن قلبا رحيماً يرقُ للضعيف ويحنُ على المسكين ويلاطفُ الصغير ويلينُ الكلام للكبير ، ويعطفُ على الخلق أجمعين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق