السبت، 2 مايو 2020

الحلقة 10 | من الذي يتألى علي ؟ |

كان رجلانِ في بني إسرائيلَ متوَاخِيَينِ ومتصادقين ، فكان أحدهما يذنب ويقع في المعاصي ، والآخر مجتهدٌ في العبادة ، وكان المجتهد كلما رأى الآخر على الذنب قال له : أقصر أي انته عن الذنوب .
وفي يوم وجد المجتهد صديقه على ذنب فقال له : أقصر . فقال المذنب : خلِّني وربي ، أَبُعثْتَ عليَّ رقيباً ؟ فغضب المجتهد وقال : (والله ، لا يغفر الله لك ، ولا يُدْخِلكَ الله الجنة !) . فلما قبَضَ الله أرواحهما اجتمعا عند رب العالمين ، فقال الله عز وجل للمجتهد : (أكنتَ بي عالماً ، أوَ كنتَ على ما في يدَيَّ قادراً ؟) وفي رواية أخرى : (أتستطيعُ أن تَحظُرَ على عبدي رحمتي ؟) ، فقال الرحمن للمذنب : (اذهب فادخل الجنة برحمتي) ، وقال للآخر : (اذهبوا به إلى النار) .

وجاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال : (والله لا يَغْفِرُ الله لفلان) ، فقال سبحانه : (من ذا الذي يتألى عليَّ ألا أَغْفِرَ لفلان ، فإني قد غَفَرْتُ لفلانٍ وأحبَطْتُ عَمَلَك) [رواه مسلم]. ومعنى يتألى علي : أي يحلفُ باسمه تعالى أنه لا يغفر لفلان .

لقد غضب الله على هذا الرجل لأنه ضيق رحمة الله الواسعة ولم يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ، واستكبر على عباد الله .
إن الحكم بدخول أحد الجنة أو النار حق خالص لله تعالى ، لا يجوز لأحد أن يقول لآخر أنت في الجنة أو يقول له أنت في النار . فالله سبحانه رحمن رحيم غفور ، كثير المغفرة ، يغفر الذنوب جميعاً ، الناس يملون والله لا يمل من المغفرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق