الاثنين، 18 مايو 2020

الحلقة 26 | وخشعت الأصوات للرحمن |

في يوم القيامة ينادي المنادي ليقوم الناسُ من قبورهم (يوم يدع الداع إلى شيء نكر) أي إلى شيء عظيم غيرِ مألوفٍ تتفاجأ به النفوس من أهوال هذا اليوم (خشعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث) أي من القبور .
يكون الناسُ أولَ مبعثهم كالفراش المبثوث يخرجون حيرى لا يدرون أين يتجهون ، ثم ينتظمون (كأنهم جراد منتشر) بوجود الداعي أمامهم يتقدم الناس ، والخلق جميعاً يتبعه (يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له) لا يحيدون ولا ينحرفون عنه (مهطعين إلى الداع) أي مسرعين إليه (يقول الكافرون هذا يوم عسر) فيعترفون يومها بأنه يومٌ عسير (على الكافرين غير يسير) . لكن ترى ما هو حال المؤمنون في هذا اليوم ؟

أما المؤمنون فحالهم (من جاء بالحسنةِ فله خيرٌ منها وهم من فزعٍ يومئذٍ آمنون) ثم تسكن الأصوات (وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً) تسكن الأصوات كلها هيبة وإجلالاً للرحمن لا تسمع إلا صوت وقع الأقدام ، وبالرغم من أنه موطن العظمةِ والجبروتِ في يوم الحشر ، اختار لفظ (الرحمن) ؛ جاء بالرحمة في مقام تنخلع فيه القلوب ، سبحانه ما أرحمه ؛ سبقت رحمتُه غضبَه .

الملك يومئذ الحق للرحمن (يومئذ لا تنفع الشفاعةُ إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً) فلا يشفع أحد من الخلق إلا بإذن الرحمن ، (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) . ويتجلى كرم الرحمن في قبول شفاعة من أذن له أن يشفع وكان له قول يرضي ، وما هو هذا القول المرضي ؟ قال ابن عباس : لا إله إلا الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق