دخل النبي صلى الله عليه وسلم على شاب وهو في سكرات الموت فسأله : كيف تجد قلبك ؟ قال : والله يا رسول الله إني أرجو الله ، وإني أخاف ذنوبي . فقال صلى الله عليه وسلم : (لا يجتمعان في قلب عبدٍ في مثلِ هذا الموطن إلا أعطاه اللهُ ما يرجو وأمَّنَهُ مما يخاف) [حديث حسن في صحيح الترمذي عن أنس بن مالك - المحدث : الألباني].
إن الثقة بربنا الرحمن تجعل الإنسان متعلقاً بالله يتوكل عليه في كل شأنه يدعوه واثقاً بالإجابة . قال الله تبارك وتعالى : (أنا عندَ ظنِ عبدي بي فليظن بي ما شاء) [حديث صحيح - الألباني عن وائلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة]. فمن ظن بالله خيراً فله ومن ظن به سوى ذلك فله (فما ظنكم برب العالمين) ومن كرمه أن يعطي أكثر مما فُعِل من أجله ، ففي الحديث من تقرب إلي شبراً تقربتُ إليه ذراعاً .
قال ابن القيم رحمه الله : (ما أغلق الله على عبد باباً بحكمته إلا فتح له بابين برحمته) إذا منعت عن شيءٍ تحبه وتريده فالله سبحانه يعد لك برحمته ما هو أنفع لك بطريقة لم تتوقعها أبداً .
قال صلى الله عليه وسلم : (ضَحِكَ ربُنا من قنوط عباده وقُرْبِ غِيَرِهِ) / (وقنوط عباده) أي إذا اشتد البلاء وظنوا أن الأمر قد انقطع (وقُرْبِ غِيَرِه) أي مع اقتراب الفرج يغير الله حالهم إلى سعة ورخاء / فسأل صحابي : أوَ يضحكُ الربُ ؟ قال صلى الله عليه وسلم : نعم . فقال : (لن نَعْدِمَ من ربٍ يضحَكُ خيراً) [حديث حسن - المحدث : الألباني في صحيح ابن ماجه عن أبي رزين العقيلي لقيط بن عامر].
فوالله إن القلب ليفرح ويستبشر بإن لربنا صفة الضحك صفة تليق بجلاله ، وضحك الرحمن يجعل قلوبنا مطمئنة بأن يكفينا همومنا ، ويزداد يقيننا برحمته التي وسعت كل شيء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق