هيا نعش رمضان 3 : 29 رمضان 1433 هـ
الحلقة 29 : الباقيات الصالحات
********************************
لقد فضل الله الإنسان وخصه بنعمة الكلام ، وهي نعمة نستخدمها في الخير أو الشر ، فمن استعملها بالخير ربح وظفر ، ومن استعملها بغير ذلك أوردته المهالك .
وأفضل ما يستثمر به الوقت ذكر الله !
خير الأعمال !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا
عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟) قالوا : بلى يا رسول الله . قال : (ذكر الله) [رواه الترمذي].
من هم المفردون ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سبق المفردون) ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : (الذاكرون الله كثيراً والذاكرات) [رواه مسلم]. فهم سبقوا غيرهم
بنيل الدرجات العالية في الجنة بسبب ذكرهم لله تعالى .
المؤمن يذكر الله في كل وقته ، فإذا قام ذكر الله ، وإذا قعد ذكر الله ، وإذا استلقى ذكر الله ، ويذكر الله في الصباح ، ويذكره في المساء ، وإذا دخل البيت ذكر الله ،
وإذا خرج منه ذكر الله ، وإذا نام ذكر الله ، وإذا استيقظ ذكر الله ، وفي كل أحواله يذكر الله . قال الله تعالى : (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم) [سورة
آل عمران : 191].
لما رقى النبي صلى الله عليه وسلم في المعراج إلى السماء لقي إبراهيم الخليل ، فقال له : يا محمد ، اقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء
وأنها قيعان - أي أرض صالحة للزراعة - ، وأن غرسها - أي من أراد شجرة في الجنة - فليقل : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر . [الحديث ؛
رواه الترمذي من حديث ابن مسعود].
أتعرف ما هي الباقيات الصالحات ؟
قال الله تعالى : (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً) [سورة الكهف : 46] . فهذه الدنيا زائلة والذي يبقى هو ذكر الله
! أتريد الباقيات الصالحات ؟ قل : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم !
أحياناً تشغلنا هذه الدنيا ؛ تشغلنا أموالنا وأولادنا وتجارتنا ، ويشغلنا اللعب واللهو ، مع أنه لا عذر للإنسان ، لأن لسانك أكثر الأوقات لا ينشغل ؛ وإذا انشغل بالدنيا
فأشغله بالطاعة والذكر ! قال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) [المنافقون : 9].
فوائد ذكر الله !
1- ذكر الله يورث محبة الله والقرب منه ورضاه ومراقبته ويورث استغفار الملائكة ويعين على طاعة الله .
2- ذكر الله يزيل الهم والغم عن القلب ويجلب السرور ويورث القلب الحياة والقوة والنقاء .
3- سبب النجاة وغشيان الرحمة ، قال تعالى عن نبيه يونس : (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم
وكذلك ننجي المؤمنين) [الأنبياء : 87 - 88].
4- إذا تعرف العبد إلى الله تعالى في الرخاء عرفه الله في الشدة ؛ خصوصاً عند الموت وسكرته .
5- يشغل اللسان عن اللغو والغيبة والنميمة والكذب ، ويطرد الشيطان ويقمعه ويخزيه ويذله .
كان أبو هريرة رضي الله عنه يسبح في اليوم والليلة أكثر من اثني عشر ألف تسبيحة ، ويقول : أفتك بها نفسي من النار .
ما تحسر أهل الجنة على شيء كما تحسروا على ساعة لم يذكروا الله فيها ! لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله !
********************************
المراجع :
- برنامج فضائل ، للشيخ نبيل العوضي .
- تفسير العشر الأخير من القرآن الكريم ويليه أحكام تهم المسلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق