هيا نعش رمضان 3 : 15 رمضان 1433 هـ
الحلقة 15 : فلسطين الأرض المباركةِ
********************************
وصف الله تعالى أرض فلسطين بالبركة ؛ فهي موطن الأنبياء ومهد الرسالات ، ومما جاء في بركتها من الآيات الكريمة قوله تعالى : (ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) [الأنبياء : 71].
ووصفها القرآن الكريم بالقداسة في قوله تعالى : (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) [المائدة : 21]. والمقدسة : المطهرة ، وأقسم بها الحق سبحانه وتعالى بقوله : (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) [التين : 1 - 3]. والمقصود محلة التين والزيتون وهي بيت المقدس .
أرض الأنبياء
لقد تشرفت هذه الأرض منذ القدم بأنبياء الله ورسله عليهم السلام ، فهذا أبو الأنبياء إبراهيم يسكنها ويدفن فيها مع أبنائه إسحاق ويعقوب . وها هما موسى وهارون يأمرهما الله أن يخرجا ببني إسرائيل من مصر إلى الأرض المباركة ولكن الأجل عاجلهما قبل دخولها ، فقاد بني إسرائيل إليها فتى موسى يوشع بن نون . وهذا داود وابنه سليمان عليهما السلام يقيمان فيها ملكاً عاصمته بيت المقدس ، ويبنيان مسجدها . وهؤلاء أنبياء الله زكريا ويحيى وعيسى يوحى إليهم فيها . وهذا خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم يسري الله به إليها ويعرج إلى السماء منها ويؤم أنبياء الله في ليلة الإسراء والمعراج في المسجد الأقصى .
ومن بركاتها المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض وقبلة المسلمين الأولى ، وثالث المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها ، وقد أسري برسول الله J إليه وأمَّ فيه الأنبياء جميعاً .
ومن بركات هذه الأرض أن الطائفة القائمة على الحق موجودة فيها إلى قيام الساعة ، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة لا يضرهم من خذلهم ، قيل : أين هم يا رسول الله ؟ قال : هم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس) [رواه أحمد].
قدر الله لفلسطين أن تكون بؤرة الصراع بين الحق والباطل على مر التاريخ . ومع بداية القرن الميلادي العشرين بدأت حلقة جديدة من الصراع مع غزاة جدد وتمثل ذلك في الاحتلال الإنجليزي وما تلاه من احتلال يهودي ما زال قائماً ، وقد هب الشعب المسلم في فلسطين يجاهد دفاعاً عن دينه ووطنه وعرضه .
ومنذ أكثر من 60 عاماً ودماء المسلمين في فلسطين تسيل طاهرة زكية على أيدي اليهود قاتلهم الله . وقد تعهد الله عز جل بأن يعذبهم في كل العصور ويجلعهم دائماً أذلاء مهانين ، قال الله تعالى : (ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) [آل عمران : 112].
القدس وفلسطين هي أرض الإسراء والمعراج ، هي الأرض التي بذل فيها المسلمون دمائهم وتضحياتهم وملايين الشهداء منذ فجر الإسلام فهي أرض عزيزة على كل مسلم ، وإن وعد الله محقق بتحرير هذه الأرض لا محالة !
********************************
المراجع :
- كتاب فلسطين التاريخ المصور ، د. طارق السويدان .
- الأرض المباركة (فلسطين) ، الندوة العالمية للشباب الإسلامي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق