هيا نعش رمضان 3 : 20 رمضان 1433 هـ
الحلقة 20 : واشتد السباق
********************************
واشتد السباق ! فها هي العشر الأواخر من شهر الرحمة والغفران قد أقبلت ، فالبطل من جد وشمر واجتهد وسابق إلى الخيرات ولم يترك أي لحظة ، والفائز حقاً هو
من فاز بنفحاتها .
لماذا نرى البعض مشغولاً في هذه الأيام بشراء الملابس والحلويات ، ويتجهز لأيام العيد ويترك هذا الكنز الثمين ! فليس العيد لمن لبس الجديد إنما العيد لمن حسناته
تزيد ، وإنما العيد لمن أعتق نفسه من النار ! قال الله تعالى : (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) [آل عمران : 185].
قم واترك الراحة واطوي الفراش !
فهذه ليست أيام راحة أو متابعة لنهايات المسلسلات الرمضانية ! بل هي الأيام الذهبية من رمضان ! ومن استثمر وقته فيها لله فقد فاز !
عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره) [مسلم].
إن الله عز وجل قد وعدنا بأن يدخلنا الجنة ، فقد قال سبحانه : (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) [التوبة : 111]. وقال تعالى : (إن الذين
آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً * خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً) [الكهف 107 ، 108].
لكن هل سننال الجنة بقعودنا و وانتظارنا ؟ لا ! بل لابد لنا من أن نعمل ونتعب ونكدح ، فطريق الجنة صعب ويحتاج إلى ثمن ؛ ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة
الله الجنة !
يا سلعة الرحمن ليس ينالها في الألف إلا واحد لا اثنان
ماذا سأفعل في هذه الأيام ؟
هناك ثلاثة أعمال قام به النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا طبقنا هذه السنن بإذن الله سنكون ممن أدرك ليلة القدر :
1- إحياء الليل بالعبادة ؛ فكان صلى الله عليه وسلم يقوم كل الليل ويشغل وقته بالصلاة وقراءة القرآن ويعتكف في المسجد .
2- إيقاظ الأهل ؛ فيوقظ أهله ويأمرهم بأن يستثمروا أوقاتهم ولا يدعهم متفرجين أو يتركهم نائمين .
3- شد المئزر ؛ واعتزال النساء وطوي الفراش والتفرغ التام للعبادة والذكر والاستغفار والدعاء .
عن عائشة قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر) [البخاري ومسلم].
هل جربت الاعتكاف ؟
فلا يعرف لذة الاعتكاف إلا من ذاقه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم
اعتكف أزواجه من بعده) [رواه البخاري ومسلم].
ليلة القدر في العشر الأواخر وهي في أوتار العشر ، والأولى التماسها في كافة العشر ؛ لأنها قد تكون في الأشفاع ، والله أخفاها ليتنافس الناس في كافة العشر ،
وحتى يتسابقون ويجتهدون فيكثر أجرهم ويغفر وزرهم .
فآخر هذا الشهر هو لشد المئزر لطاعة الله تعالى لأن الأجر إنما يأخذه صاحبه عند نهاية عمله .
ها هي الليالي العشر الفاضلة تزف إليك وتقول لك : خذ نصيبك مني قبل أن أرحل ! من سيصل إلى خط النهاية ويفوز بالعتق من النار ؟
********************************
المراجع :
- برنامج كنوز ، للداعية أ. عمرو خالد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق