السبت، 4 أغسطس 2012

هيا نعش رمضان 3 : 17 رمضان 1433 هـ الحلقة 17 : حاسبوا أنفسكم



هيا نعش رمضان 3 : 17 رمضان 1433 هـ
الحلقة 17 : حاسبوا أنفسكم
********************************
إن من أعظم الأمانات أمانة النفس ، وبترك محاسبة النفس تمكنت الغفلة من الناس ، فأصبح لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها .
ومما يترتب على ترك محاسبة النفس هلاك القلب ، وهلاك القلب من إهمال النفس ومن موافقتها وإتباع هواها . فعندما يدخل المرء في صلاته ، وهو يفكر في بيته وفي أشغاله وفي دنياه ، وقلبه لم يتأثر فالقلب هنا في مشكلة ! قال الله تعالى : (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) [الحديد : 16] !

داء العجب !
والعجب هو الزهو بالنفس واستعظام الأعمال الصالحة والركون إليها ، والعجب يدعو إلى إهمال الذنوب ونسيانها ، فلا يفكر صاحبه بالتوبة ، ويستعظم أعماله وطاعاته ويمن على الله بفعلها ، والمعجب يغتر بنفسه وبرأيه ويأمن مكر الله وعذابه ويظن أنه عند الله بمكان !

سأصلح قلبي !
عمل من أعظم الأعمال عند الله سبحانه وتعالى ، بل جائزة هذا العمل أن يكون صاحبه من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله ؛ ألا وهو البكاء من خشية الله ! عمل قد يظن البعض بأنه صعب ويقول هل أقدر أن أبكي من أجل الله ؟

نعم تستطيع !
فالأمر لا يحتاج إلى العينين ، إنما يحتاج إلى إصلاح القلب ؛ لأن الأمر ينبع من القلب فيخرج إلى العينين . أصلح قلبك فيصير ليناً فتذرف العينان ، ومن ذكر الله خالياً وحاسب نفسه وعاتبها وتذكر ذنوبه وزلاته ثم فاضت عيناه فليبشر بجنة عرضها السموات والأرض !

كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله : (حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة ، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة ، عاد أمره إلى الرضا والغبطة ، ومن ألهته حياته ، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة) .

كيف أحاسب نفسي ؟
1- البدء بالفرائض فإذا رأى نقصاً تداركه ، ثم المناهي فيعرض عنها ويتداركها بالتوبة والاستغفار .
2- محاسبة النفس على كلام اللسان وبطش اليدين ومشي الرجلين ونظر العينين وسماع الأذنين .
3- الابتعاد عن الترف الزائد والانصراف عن أماكن اللهو والغفلة ؛ فإنها تنسي الإنسان محاسبة نفسه .
4- زيارة القبور والتأمل في أحوال الموتى الذين لا يستطيعون محاسبة أنفسهم أو تدارك ما فاتهم .

ساعة ندم !
خصص لك في كل يوم وقتاً وحاسب نفسك على كل طاعة قصرت فيها ، وعلى كل عمل كان تركه خيراً من فعله ، وعلى كل أمر مباحٍ لم فعلته ؟ وهل أردت به الله والدار الآخرة ، أم أردت به الدنيا وعاجلها ؟

اعلم أن جائزة محاسبة النفس ومراقبتها هو سكنى الفردوس والنظر إلى وجه الله سبحانه ، وإن العبد لا يزال بخير ما كانت المحاسبة همه ؛ فمن حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر . كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون !
********************************
المراجع :
- مطوية حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، دار الوطن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق