هيا نعش رمضان 3 : 24 رمضان 1433 هـ
الحلقة 24 : التحلل من مظالم العباد
********************************
إن كان الصائم الذي صام رمضان يغفر له ما تقدم من ذنبه إذا صامه إيماناً واحتساباُ ، فهناك ذنوب لا تكاد تغفر إلا إذا تحلل الشخص ممن ظلمهم ، وهي المظالم المتعلقة بالعباد !
أنواع الظلم !
1- ظلم الإنسان لنفسه من ذنوب ومعاصي ، والله يقبل توبة هذا الظلم بالرجوع إليه . قال الله تعالى : (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً) [الزمر : 53].
2- ظلم الإنسان لغيره ، من الغيبة والنميمة ومن ضرب الناس وأخذ أموالهم ، والله لا يقبل توبة هذا الظلم حتى يتحلل العبد من هذه المظالم .
كان لدى عجوز فارسية كوخ صغير وبه دجاج وكان مجاوراً لقصر كسرى الحاكم . فسافرت ذات يوم وقالت : رب أستودعك الدجاج ، فأراد كسرى أن يوسع قصره وبستانه فأمر بهدم هذا الكوخ ، وذبح جنوده الدجاج ! فلما عادت وعلمت أن كسرى هو من هدم كوخها ، قالت : يا رب لقد تركت الكوخ والدجاج فهدم كوخي وقتل دجاجي ، فإن غبت أنا فأين أنت يا رب ! فغضب الله لهذه العجوز وانتقم لها ، فعدا ابن كسرى على أبيه بالسكين فقتله على فراشه ؛ فالظالم يلقى نصيبه في الدنيا قبل الآخرة والجزاء من جنس العمل .
عواقب الظلم والاعتداء على الناس !
1- الظالم يحرم من هداية ومحبة الله ، قال تعالى : (والله لا يهدي القوم الظالـمين) [البقرة : 258] ، وقال تعالى : (والله لا يحب الظالـمين) [آل عمران : 57] .
2- يتعرض لدعوة المظلوم ؛ فهي دعوة مستجابة ، وإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته .
3- ما جاء في حديث المفلس : قال صلى الله عليه وسلم : (أتدرون من المفلس ؟) قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال J: (إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا ، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) [رواه مسلم] .
4- لن يجاوز الصراط ظالم ، ولن يدخل الجنة ظالم إلا بعد أن يقتص الله منه ، قال صلى الله عليه وسلم : (إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فيتقاصون مظالم كانت بينهم في الدنيا) [رواه البخاري].
ماذا أفعل ؟
1- لا تظلم أحداً حتى الحيوانات ؛ فقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها لم تطعمها ولم تتركها .
2- إذا وقع منك الظلم فتحلل منه مباشرة قبل أن تلقى الله ؛ فقصاص الدنيا أهون من قصاص الآخرة قال صلى الله عليه وسلم : (من كان له مظلمة لأخيه فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم) [رواه البخاري].
3- طهر قلبك من حب الانتقام ، وقد أخبر الله سبحانه أن رجلاً دخل الجنة يبيت وليس في قلبه غلاً وحقداً لأحد من المسلمين . فاعف عمن ظلمك ؛ ومن عفا عن مظلمة ظـُلمها زاده الله عزاً .
هل يعقل أن أعمل الطاعات وأصلي وأصوم وأزكي وأحج وأعتمر ثم أضيع هذه الأعمال وأهدي حسناتي إلى الذين ظلمتهم . إذا دعتك قدرتك على ظلم العباد فتذكر قدرة الله عليك ! احذر الظلم وحافظ على حسناتك !
********************************
المراجع :
- برنامج قاطعوا هذه المنتجات ، للشيخ محمود المصري .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق