الأحد، 5 أغسطس 2012

هيا نعش رمضان 3 : 18 رمضان 1433 هـ الحلقة 18 : ما ينفع الأموات



هيا نعش رمضان 3 : 18 رمضان 1433 هـ
الحلقة 18 : ما ينفع الأموات
********************************
أتذكر أحداً من أصدقائك أو أقاربك توفي وكنت تحبه ؟ أتذكره أم نسيته ؟ تذكرناه في أول يوم ، في أول شهر ، ثم نسيناه ؛ لأن الناس بطبعها تنسى الأموات ، لكن لابد لنا من أن نعمل شيئاً من أجلهم .

هل تنتفع أرواح الموتى بعمل من سعي الأحياء ؟ تنتفع بأمرين مجمع عليهما :

1- ما تسبب إليه الميت في حياته ودل على أنها منه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال صلى الله عليه وسلم : (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له) [رواه مسلم]. ومن أعمال الميت التي تنفعه بعد موته : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته ؛ علماً علمه ونشره ، وولداً صالحاً تركه ، ومصحفاً ورثه ، أو مسجداً بناه ، أو بيتاً لابن السبيل بناه ، أو نهراً أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته) [سنن ابن ماجه].

2- بعض الأعمال والعبادات من الأحياء المسلمين الواردة في الكتاب والسنة ، ومن هذه الأعمال :

1- انتفاع الميت بالاستغفار والدعاء : قال الله تعالى : (والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) [الحشر : 10]. فدل على انتفاعهم باستغفار ودعاء الأحياء . وقد جاء أن الله يرفع درجة العبد في الجنة ، فيقول : أنى لي هذا ؟ فيقال : بدعاء ولدك لك .

2- انتفاع الميت بصلاة الجنازة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من رجل مسلم يموت ، فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه) [رواه مسلم].

3- انتفاع الميت بالصدقة : ففي الحديث أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت ، أفلها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال : (نعم) [متفق عليه].

4- انتفاع الميت بقضاء الصوم عنه : عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من مات وعليه صيام صام عنه وليه) [رواه البخاري ومسلم].

5- انتفاع الميت بالحج : روي عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيها مات ولم يحج ، قال : (حجي عن أبيك). [قال الشيخ الألباني : صحيح].

6- قضاء الدين عن الميت : وأجمع المسلمون على أن قضاء الدين يسقطه من ذمته ، وقد دل عليه حديث أبي قتادة حيث ضمن الدينارين عن الميت ، فلما قضاهما قال له النبي صلى الله عليه وسلم : (الآن بردت عليه جلدته) [رواه أحمد وأبو داود].

كان أحد الصالحين إذا قام الليل أخذ بيده ورقة بها أسماء عدد من أصحابه ودعا لهم واستغفر لهم ، وفي ليلة غفل ونام ولم يدعو لهم ، فإذا به يأتيه في منامه أصحابه ويقولوا له : هلا قمت دعوت فأسرجت علينا قبورنا . ففزع من نومه وقام وتذكر أنه لم يدعو لهم ، فذهب وصلى وأخذ يدعو الله عز وجل لهم .

هذا الثواب ليس للميت فقط ؛ لأن الله هو الكريم ولو أخبرت أحداً على عمل وعمله فلك مثل أجره ، فكيف لو عملت العمل وأهديته للميت . وكما أنك تعمل لغيرك سيأتي اليوم والناس تعمل لك ؛ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان .
********************************
المراجع :
- كتاب الروح . للإمام ابن قيم الجوزية ، المكتبة العصرية بيروت لبنان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق