هيا نعش رمضان 3 : 14 رمضان 1433 هـ
الحلقة 14 : جدد رمضانك
********************************
ما أن ينتصف شهر رمضان ونجد البعض قد اعتاد على برنامج يومي متكرر : استيقاظ متأخر ، كسل ، إفطار ، تأخير في الصلاة وإهمال في التراويح ، مسلسلات ، سهرات وحلويات ، سحور ثم نوم .
لماذا نخسر رمضان ؟
النفس بطبيعتها تمل وتحب التغيير ، وديننا لا يمنع الترفيه ، لكن ما يحصل من ضياع الأوقات في سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات والخروج للأسواق والسهر في المقاهي ؛ فهذا لا يليق برمضان !
ما زال رمضان زائراً !
شهر رمضان أجمل هدية من الله ، ومن رحمته أن يبادر إلينا بالخيرات ويعطينا الفرص وأن يمنحنا مواسم تفيض علينا وابلاً من المغفرة ؛ فهو رحيم بعباده يريد لهم الخير والسعادة .
كثير من الناس يشتكي : أنا لا أخشع في صلاتي ، وصرت أسمع الأذان فلا أستجيب له ، قلـَّت قراءتي للقرآن ولم أعد أتأثر به ، صرت لا أتأثر بالعبادة ، تغير الحال وأصبحت لا أندم كثيراً وصرت أستهين بالمعاصي وصارت بعض الذنوب عندي صغيرة وإن كانت كبيرة ! لماذا حصل هذا معي ؟
هذه كلها مظاهر لشيء اسمه ضعف الإيمان ! فإذا ضعف الإيمان أصبح الإنسان يصلي وكأنه ما صلى ويقرأ القرآن وكأنه ما قرأ ، ولا يتلذذ بالصوم ، ولا يحرص على قيام الليل ولا صلاة الضحى ولا الذكر .
ما هو الحل ؟
الحل في شيء اسمه عبادة السر ! اجلس وفكر لوحدك كيف أعبد الله في السر ؛ في الليل حين تسكن الأصوات وتهدئ النفوس وتخلد الناس إلى فروشهم ، لا يعلم بي أحد ولا يشعر بي إنسان !
في صفات السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله أنهم جميعهم مخلصون ، ومن علامة الإخلاص : رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه .
جدد طاعاتك !
1- اجعل لك أوقات تفتح فيها المصحف وتقرأ القرآن في البيت لوحدك وليس أمام الناس .
2- صلاة النفل في البيت أفضل حيث لا يراك الناس ، وهي من أسباب بركتها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا قضى أحدكم من الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً) [رواه مسلم].
3- اكفل يتيم أو أرملة ، وقم بإيصال المال لهم سراً ، هم لا يعرفونك ولا يعلم بك أحد ، قال النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) [متفق عليه] .
4- إذا سمعت الأذان وسمعت ”حي على الصلاة“ فأغلق دكانك واترك أعمالك وأجب داعي الرحمن .
5- اتبع الجنائز ؛ فمن شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان .
إن الله يحب التطوع من العمل ، وعلامة حب الله تعالى لعبده أن يوفقه إلى عمل النوافل .
أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ، فما يمنعك أن تجعل لك نصيباً يسيراً يومياً من التسبيح والاستغفار وقراءة القرآن والصلاة والصدقة .
********************************
المراجع :
- مقطع عبادة السر ، للشيخ نبيل العوضي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق