هيا نعش رمضان 3 : 19 رمضان 1433 هـ
الحلقة 19 : الدعاء بظهر الغيب
********************************
الدعاء بظهر الغيب سنة حسنة درج عليها الأنبياء والصالحون ، فهم يحبون لإخوانهم الخير فيدعون لهم ، والدعاء بظهر الغيب هو أن يدعو المسلم لأخيه المسلم وهو غائب عنه .
عن عبادة بن الصامت قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة) [حسنه الألباني في الجامع].
فتخيل كم حسنة ستجمع بهذا العمل ، فكم عدد المسلمين والمسلمات ؛ والله سبحانه سيكتب لك بكل مؤمن ومؤمنة حسنة ؛ ولهذا قال الله تعالى لنبيه : (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) [محمد : 19].
فلو أن شخصاً تذكر صديقه فرفع يديه ودعا له في آخر الليل ، أو أختاً تذكرت صديقةً لها مريضة فدعت لها في سجودها ، أو صائم دعا لبعض إخوانه المستضعفين قبل إفطاره ، ماذا يحصل لو دعا المسلم لأخيه المسلم ؟
يرسل الله عز وجل له ملكاً يقول في كل دعاء : آمين ، ولا يقف الفضل عند هذا الحد ؛ بل يقول الملك : ولك بالمثل .
ما أحلى هذا الدعاء ! يدعو لك ملك صافي السريرة ، نقي القلب ، لا يعصي الله عز وجل ؛ ربما يستجيب الله لهذا الملك ولا يستجيب لك أنت ، فقد يكون أقرب إلى الله عز وجل .
فإذا دعوت : اللهم اغفر لأخي ، قال الملك : اللهم اغفر له كما دعا لأخيه بالمغفرة ،
وإذا دعوت : اللهم ارزق أخي ، قال الملك : اللهم ارزقه كما دعا لأخيه بالرزق .
تريد ملكاً يدعو لك ؛ ادع لإخوانك المسلمين .
قال الله تعالى : (والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا) [الحشر : 10] . هذا دعاء أهل الإيمان ؛ لا يدعون لأنفسهم فقط بل حتى للمؤمنين !
رأى مسكيناً دعا له ، رأى مريضاً دعا له ، رأى عاصياً دعا له ؛ لا يقول نفسي ولا يهمني أمرهم .
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لقومه وقال : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ؛ حاربوه وعاندوه ودعا لهم صلى الله عليه وسلم .
إذا رأيت خلقاً ذميماً من أخيك أو صديقك ولم تقدر على الإنكار عليه ، فادع له ؛ فهذه دعوة مستجابة ويؤمن عليها الملك ، وقد يهدي الله هذا الشخص وتكون هدايته بفضل دعائك بظهر الغيب !
ادع لإخوانك بظهر الغيب فهذا أقرب للإخلاص ! لا تمن عليه بالدعاء ولا تقل له : أنا أدعو لك كل يوم ، فهذا قد يذهب الإخلاص والفضل والأجر ! ادع له بظهر الغيب حتى وأنت جالس عنده وهو لا يشعر ؛ فهذا أدعى لأن يستجيب الله وأن يؤمن الملك وثالثاً هذا أدعى لأن يقرب الله بين القلوب ويؤلف بين الأفئدة !
هذه هي أيام الدعاء ، وإن كان الدعاء في كل وقت لكنه في هذه الأيام آكد ! ادع لإخوانك بالعفو والمغفرة ، وادع الله بأن يعتق رقابنا من النار ، ولا تنسى أن تدعو للأمة بأن يكتب الله لها النصر ، وأن يحقن دماء المسلمين في كل مكان !
********************************
المراجع :
- برنامج فضائل ، للشيخ نبيل العوضي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق