الأحد، 12 أغسطس 2012

هيا نعش رمضان 3 : 25 رمضان 1433 هـ الحلقة 25 : خير الناس أنفعهم للناس



هيا نعش رمضان 3 : 25 رمضان 1433 هـ
الحلقة 25 : خير الناس أنفعهم للناس
********************************
ما من فرد في المجتمع إلا وله حاجة ولديه مشكلة ويحتاج لمواساة ، وإن قضاء حاجات الناس ومعاونتهم من أعظم ما نتقرب به إلى الله ونتحبب بها إلى الخلق ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه !

أحب الأعمال إلى الله !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أحب الناس إلى اللّه تعالى أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى اللّه تعالى : سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه ديناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد - يعني مسجد المدينة - شهراً) [رواه الطبراني وحسنه الألباني].

فلو ذهبت مع أخي المسلم لأحل له مشكلته فهذا يكافئ الاعتكاف وما يلحقه من ذكر وصلاة ؛ لأن نفعه متعدٍ للغير . ومن مشى في حاجة أخيه حتى يثبتها له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ؛ وهذا على الصراط .

وافعلوا الخير  !
قال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) [الحج : 77].
افعل الخير بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بالصدقة على المسكين ، بقضاء الدين ، بإدخال السرور ، بالشفاعة للناس ، بالإصلاح بين المتخاصمين ، بعيادة الناس وتمريضهم ، بصلة الرحم !

المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً ، فالمسلم لا يعتزل الناس بل يعيش معهم في المجتمع ، ولا ينبغي له أن يبقى وحيداً ، لأن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً ، ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً ، أما الذي يعيش لخدمة دينه ولنفع الناس قد يتعب بعض الشيء ، ولكنه يعيش كبيراً ويموت كبيراً .

ثمرات صناعة المعروف !
1- مغفرة الذنوب والنجاة من عذاب الآخرة ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا : أعملت من الخير شيئاً ؟ قال : لا . قالوا : تذكر ، قال : كنت أداين الناس ، فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر ، قال : قال الله عز وجل : تجوزوا عنه) [رواه مسلم].

2- تيسير الأمور وصرف البلاء ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة) [ابن ماجه].

3- أول أهل الجنة دخولاً الجنة هم أهل المعروف ؛ عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ، وإن أول أهل الجنة دخولاً أهل المعروف) [رواه الطبراني في الكبير].

ومن أوجه مساعدة الناس !
1- الدعوة إلى الله ونشر الإسلام بأسلوب يسير ولين ، ولو عن طريق رسالة جوال .
2- تعليم الناس وإرشادهم إلى الخير : قال صلى الله عليه وسلم : (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) [رواه البخاري].
3- الصدقة ، وقضاء الدين ، وكفالة الأيتام : قال صلى الله عليه وسلم : (أنا وكافل اليتيم في الجنة) [رواه البخاري].
4- إماطة الأذى من الطريق : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس) [رواه مسلم]. وإطعام الحيوانات ؛ ففي كل ذات كبد رطبة أجر .
5- الابتسامة ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق) [رواه مسلم].

أعظم الطاعات أجراً ما تعدى نفعه للغير ! لا تنتظر شكرأ من أحد ، واعمل الخير لوجه الله تعالى لأنك الفائز على كل حال !
قال الله تعالى : (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً) [الإنسان : 9].
********************************
المراجع :
- صنائع المعروف ، د. منقذ بن محمود السقار ، موقع صيد الفوائد .
- محاضرة للشيخ محمود المصري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق