الجمعة، 10 أغسطس 2012

هيا نعش رمضان 3 : 23 رمضان 1433 هـ الحلقة 23 : وتوبوا إلى الله



هيا نعش رمضان 3 : 23 رمضان 1433 هـ
الحلقة 23 : وتوبوا إلى الله
********************************
سأل رجل عالماً فقال : إني أذنبت ، فقال له : تب ، قال : ثم أعود وأذنب ، قال : تب ، قال : ثم أعود وأذنب ، قال : تب ، فقال : إلى متى ؟ فأجاب العالم : حتى تيأس الشيطان منك !

فالشيطان يزين لنا المعاصي لذا لابد أن ننتصر عليه ، فإذا أذنبت ذنباً فاستغفر الله ثم قم فوراً وتوضأ واركع ركعتين ؛ فهذا يمحو الخطيئة ، قال الله تعالى : (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين) [آل عمران : 135 - 136].

ثمرات التوبة !
1- التوبة تطهر وتنظف قلبك بفضل الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : (إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه) [رواه الترمذي بإسناد حسن].

2- التوبة تمحو الذنوب ، قال صلى الله عليه وسلم : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) [رواه ابن ماجه وصححه الألباني] ، والتوبة تبدل سيئاتك إلى حسنات بأمر الله ؛ قال الله تعالى : (إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً) [الفرقان : 70].

3- فرح الله بتوبتنا ؛ مع أن الله غني عن طاعاتنا ؛ لا تنفعه عبادتنا ولا تضره معصيتنا . قال صلى الله عليه وسلم : (لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذا هو بها ، قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح) [رواه مسلم].

4- حب الله للتائبين ، قال الله تعالى : (إن الله يحب التوابين) [البقرة : 222] وإذا أحبك الله كتب لك القبول في الأرض .

شروط التوبة !
التوبة واجبة من كل ذنب ، فإن كانت المعصية بين العبد وربه لا تتعلق بحق آدمي ؛ فلها 3 شروط :
1- أن يقلع عن المعصية .
2- أن يندم على فعلها .
3- أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً .
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة : هذه الثلاثة ، وأن يبرأ من حق صاحبها ؛ فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه ، وإن كانت حد قذف ونحوه طلب عفوه ، وإن كانت غيبة استحله منها .

لا تؤجل التوبة ! فكلما بقي الذنب في ذهنك كلما امتدت جذوره في القلب أكثر وأكثر ، فالذنب كالشجرة الصغيرة الضارة ، إذا تركتها في أول الأمر تزيد قوتها وتمتد جذورها في الأرض ، ثم إذا أتيت بعد مدة لتنزع هذه الشجرة لم تقدر ، حتى وإن خلعتها فستبقى جذورها في الأرض ؛ فبادر إلى التوبة أولاً بأول .

التوبة باقية حتى تطلع الشمس من مغربها أو تغرغر الروح في سكرات الموت ! فلا تسوف التوبة ، ولا تنام إلا على توبة ؛ فإنك لا تضمن أن تعيش في الساعة القادمة ! آن الأوان إلى أن نسرع ونسكب العبرات ونتوب إلى الله !
********************************
المراجع :
- رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ، للإمام النووي .
- برنامج المصارع ، للشيخ محمود المصري .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق