هي السورة الوحيدة في القرآن التي استفتحت بأسم من أسماء الله الحسنى ؛ سورة الرحمن . بدأت بأسم الرحمن من بين أسماء الله لنعلم أن جميعَ ما يصفُ اللهُ في هذه السورةِ من أفعاله وقدرته جاءت من ربٍ صفتُه الرحمة ؛ من الرحمن .
تصحبنا سورةُ الرحمنِ برحلةٍ نطوفُ بها في آفاق هذا الكون ، نتأملُ آثار رحمة الله بنا وما أمدنا من ألوان النعم ، بدأ بأهمها وبأعظم منة من الله وهي نعمةُ تعليمُ القرآن ؛ علم القرآن بتيسير تلاوته وحفظه ، ثم امتن بإيجاد مخلوق ميزه عن باقي المخلوقات وهو الإنسان ؛ علمه العلوم جميعاً . (الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علمه البيان) .
تروي السورة لنا صوراً من نعم الله ، وتحكي في أعقاب كل نعمة (فبأي آلاء ربكما تكذبان) تتكرر هذه الآية إحدى وثلاثين مرة لتذكير الإنس والجن كي يشكروا الله على ما أهداهم من أصناف النعم .
وبعد أن استعرض الله رحماته التي ملأت أرجاءَ السماءِ والأرض ، نبأنا بأن الدنيا إلى زوال ولا يبقى إلا الحي الذي لا يموت (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) . ثم ذكر أهوالَ يومِ القيامة وسوءَ عاقبةِ المكذبين ، وذكر الرحمنُ ما أعدهُ لعبادِه المتقين بوصفٍ بديعٍ مشوقٍ لجنات النعيم وصفاً يشرحُ الصدور . وختمتِ السورةُ بتمجيدِ الله تعالى على رحمته التي وسعت كل شيء ، وأن ما جاءنا من نعم من رب رحمن (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق