ربح الصائمون ، تركوا لأجل الرحمن طعامَهم وشرابَهم وشهواتِهم ، فماذا ربحوا ؟ الصوم نية في القلب لا يظهر على لسان الصائم ، هو سر بين العبد وربه ، والصوم عبادة اختص الله بها من بين سائر الأعمال ، فهو خالص لله تعالى ، لا يعلم ثوابه والجزاء المترتب عليه غيره سبحانه ، وهل هناك أكرم من الرحمن .
قال صلى الله عليه وسلم : (كل عمل ابن آدم يضاعف ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف . قال الله عز وجل : (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي . للصائم فرحتان ؛ فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك) [رواه مسلم] .
وها قد أقبل شهر رمضان ، نحن أمام باب عظيم من أبواب رحمات الرحمن ، فإذا جاء رمضان فتحت أبواب السماء احتفاءً بهذا الشهر الكريم وترحيباً به في الملأ الأعلى ، وغلقت أبواب جهنم عن الصائمين ، وسلسلت الشياطين ، فما أكثر العتقاء من النار ، وإن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة ، فإذا كان هذا الحال في الملأ الأعلى فما حالنا نحن وكيف استعدادنا أمام رحمات الله ، وللفوز بهدايا الرحمن .
قال صلى الله عليه وسلم : (رغم أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضان ثم انسلخَ قبلَ أن يُغفرَ له) [حديث حسن صحيح أخرجه مسلم والترمذي وأحمد عن أبي هريرة]. أي خاب وخسر من أدرك شهر رمضان ، فكَسِلَ عن العبادة ولم يجتهد حتى انتهى الشهر فلم يغفر له ولم يظفر برحمات الرحمن .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق