********************************
30 رمضان 1437 هـ - وصية النبي
********************************
أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد معاذ بن جبل فقال له : (يا معاذ ، والله إني لأحبك ، والله إني لأحبك) . ثم قال : (أوصيك يا معاذ لا
تدعنَّ في دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) [صحيح : الألباني في صحيح أبي داود].
كان عبد الله بن عباس يوماً مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : (يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك
إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن
اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك . رفعت الأقلام وجفت الصحف) [صحيح : سنن الترمذي].
يروي صحابي اسمه العرباض بن سارية :
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل
: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟ قال : (أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن عبد حبشي ؛ فإنه من يعش منكم
فسيرى اختلافاً كثيراً . فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل
محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) [صحيح ابن حبان].
قال صلى الله عليه وسلم : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) . قالوا : يا رسول الله ، ومن يأبى ؟ قال : (من أطاعني دخل الجنة ، ومن
عصاني فقد أبى) [صحيح البخاري عن أبي هريرة].
قال صلى الله عليه وسلم : (بادروا بالأعمال ؛ فتناً كقطع الليل المظلم ؛ يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً ،
يبيع دينه بعرض من الدنيا) [صحيح مسلم].
وكان من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع :
(أيها الناس ، اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا).
(أيها الناس ؛ إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا . لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب
بعضكم رقاب بعض ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم . اللهم هل بلغت ؟ فليبلغ الشاهد الغائب) . [من صحيح البخاري عن ابن عباس
، ومن كتاب فقه السيرة].
ولما عاد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ذهب إلى مقبرة البقيع يدعو لأهلها . ثم بدأ يشعر بالتعب ، واشتد عليه المرض .
ثم خطب بالناس ووصاهم وكان مما قال في خطبته :
(إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عند الله) ، فبكى أبو بكر الصديق وفهم أن الرسول يقصد نفسه .
ثم رجع إلى بيته واشتد مرضه . وكان أكثر ما يشغله أمر الصلاة فأمر أن يصلي أبو بكر الصديق بالناس . بل كانت آخر وصيته : (الصلاة
الصلاة وما ملكت أيمانكم) .
وكان يأخذ الماء ويمسح وجهه ويقول : (لا إله إلا الله إن للموت سكرات) . ثم نصب يده صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : (اللهم في الرفيق
الأعلى) ، حتى قبض الله روحه .
طبت حياً وميتاً يا رسول الله .
********************************