الثلاثاء، 5 يوليو 2016

30 رمضان 1437 هـ - وصية النبي

********************************
30 رمضان 1437 هـ - وصية النبي
********************************
أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد معاذ بن جبل فقال له : (يا معاذ ، والله إني لأحبك ، والله إني لأحبك) . ثم قال : (أوصيك يا معاذ لا
تدعنَّ في دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) [صحيح : الألباني في صحيح أبي داود].
كان عبد الله بن عباس يوماً مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : (يا غلام إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك
إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن
اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك . رفعت الأقلام وجفت الصحف) [صحيح : سنن الترمذي].
يروي صحابي اسمه العرباض بن سارية :
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل 
: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟ قال : (أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن عبد حبشي ؛ فإنه من يعش منكم
فسيرى اختلافاً كثيراً . فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل
محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) [صحيح ابن حبان].
قال صلى الله عليه وسلم : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) . قالوا : يا رسول الله ، ومن يأبى ؟ قال : (من أطاعني دخل الجنة ، ومن
عصاني فقد أبى) [صحيح البخاري عن أبي هريرة].
قال صلى الله عليه وسلم : (بادروا بالأعمال ؛ فتناً كقطع الليل المظلم ؛ يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً ،
يبيع دينه بعرض من الدنيا) [صحيح مسلم].
وكان من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع :
(أيها الناس ، اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا).
(أيها الناس ؛ إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا . لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب
بعضكم رقاب بعض ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم . اللهم هل بلغت ؟ فليبلغ الشاهد الغائب) . [من صحيح البخاري عن ابن عباس
، ومن كتاب فقه السيرة].
ولما عاد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ذهب إلى مقبرة البقيع يدعو لأهلها . ثم بدأ يشعر بالتعب ، واشتد عليه المرض .
ثم خطب بالناس ووصاهم وكان مما قال في خطبته :
(إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عند الله) ، فبكى أبو بكر الصديق وفهم أن الرسول يقصد نفسه .
ثم رجع إلى بيته واشتد مرضه . وكان أكثر ما يشغله أمر الصلاة فأمر أن يصلي أبو بكر الصديق بالناس . بل كانت آخر وصيته : (الصلاة
الصلاة وما ملكت أيمانكم) .
وكان يأخذ الماء ويمسح وجهه ويقول : (لا إله إلا الله إن للموت سكرات) . ثم نصب يده صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : (اللهم في الرفيق
الأعلى) ، حتى قبض الله روحه .
طبت حياً وميتاً يا رسول الله .
********************************

#30 وصية النبي - هيا نعش #رمضان 7

الاثنين، 4 يوليو 2016

29 رمضان 1437 هـ - محبة النبي

********************************
29 رمضان 1437 هـ - محبة النبي
********************************
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : متى الساعة ؟ قال : وماذا أعددت لها ؟ قال : لا شيء ، إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله
عليه وسلم . فقال : (أنت مع من أحببت) . قال أنس بن مالك : فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أنت مع من حببت) [
رواه البخاري ومسلم].
كلنا نحبه صلى الله عليه وسلم ، كيف لا نحبه وقد قضى حياته كلها في سبيل هذه الأمة ، ما من خير إلا وأرشدنا إليه ، وما من شر إلا وحذرنا
منه .
لقد أحبنا صلى الله عليه وسلم ، وكان دائماً يدعو لنا .
جلست أم المؤمنين عائشة يوماً مع النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، ادع الله لي . فقال : (اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها
وما تأخر ، وما أسرت وما أعلنت) .
فضحكت عائشة ، فقال : (أيسرك دعائي ؟) فقالت : وما لي لا يسرني دعاؤك . فقال صلى الله عليه وسلم : (والله إنها لدعوتي لأمتي في كل
صلاة) [إسناده حسن : الألباني في السلسلة الصحيحة].
قال صلى الله عليه وسلم : (وددت أني لقيت إخواني) . فقال الصحابة : أوليس نحن إخوانك ؟ قال : (أنتم أصحابي ، ولكن إخواني الذين آمنوا
بي ولم يروني) [رواه الألباني عن أنس بن مالك في السلسلة الصحيحة].
لقد أحب صلى الله عليه وسلم أن يلتقي بنا ، فهل نحن نبادله الشعور ؟ وهل اشتقنا إليه ؟
قال صلى الله عليه وسلم : (من أشد أمتي لي حباً ناس يكونون من بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله) [صحيح مسلم].
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
(يا رسول الله ، إنك لأحب إلي من نفسي ، وإنك لأحب إلي من أهلي ، وأحب إلي من ولدي ، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى
آتيك فأنظر إليك . وإذا ذكرت موتي وموتك ، عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين ، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك .
فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية :
(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً) [سورة النساء : 69]
- [أخرجه الألباني في السلسلة الصحيحة عن أم المؤمنين عائشة].
إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم تأتي بالتأسي به واتباعه في أقواله وأفعاله وتتبع سنته .
في كل أفعالك اسأل نفسك : ما الذي كان سيفعله النبي صلى الله عليه وسلم لو كان في مثل هذا الموقف ؟
قال صلى الله عليه وسلم : (ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام) [حسن : الألباني في صحيح أبي داود عن أبي
هريرة].
إن كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم هي من علامات حبه .
اجعل لك ورداً يومياً تصلي فيه على النبي صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى : (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) [سورة الأحزاب : 56].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وليكن النبي صلى الله عليه وسلم قدوتك .
قال صلى الله عليه وسلم : (طوبى لمن رآني وآمن بي ، ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني) [صحيح : الألباني في صحيح
الجامع عن أبي سعيد الخدري].
********************************

#29 محبة النبي - هيا نعش #رمضان 7

السبت، 2 يوليو 2016

28 رمضان 1437 هـ - فتنة الدجال

********************************
28 رمضان 1437 هـ - فتنة الدجال
********************************
قال صلى الله عليه وسلم : (بعثت أنا والساعة كهاتين) وأشار إلى اصبعيه السبابة والوسطى . [صحيح البخاري ومسلم].
إن بداية علامات الساعة هي بعثة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم .
لقد مضى على بعثته صلى الله عليه وسلم أكثر من 1400 عام ، لذا فالساعة قد اقتربت وربما ندرك بعض علامات الساعة الكبرى .
إن الدجال هو أعظم فتنة خشي النبي J على أمته منها ، وما من نبي إلا وحذر قومه فتنة المسيح الدجال .
قال صلى الله عليه وسلم : (غير الدجال أخوفني عليكم ، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه ,
والله خليفتي على كل مسلم) [صحيح مسلم].
سمي الدجال من الدجل وهو الخلط والكذب ، فهو يكذب على الناس ويخلط عليهم الأمور . حتى أن الرجل يأتيه ويظن نفسه قوي الإيمان فيشتبه
عليه الأمر .
لذلك وصى صلى الله عليه وسلم من سمع بخروج الدجال أن يبتعد عنه ولا يقربه .
قال صلى الله عليه وسلم : (من سمع بالدجال فلينأ عنه ، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات) [
صحيح : الألباني في صحيح أبي داود عن عمران بن حصين].
يأتي الدجال على القوم فيدعوهم فيؤمنون به فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت وترجع ماشيتهم سمينة شبعى .
ويأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله ، فينصرف عنهم فتصبح أراضيهم مجدبة .
قال صلى الله عليه وسلم : (لأنا أعلم بما مع الدجال منه ، معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج ، فإما
أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه ناراً ، وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه ؛ فإنه ماء بارد) [صحيح مسلم] أي يغمض عينيه .
الدجال رجل من بني آدم قصير ، عظيم الجسم ، كلتا عينيه معيبة ، فاليمنى عوراء كأنها عنبة طافية واليسرى عليها جلدة .
وهو ذو شعر جعد كثيف ، بعيد ما بين الساقين ، مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها كل مؤمن قارئ أو غير قارئ .
عقيم لا يولد له . يسير بسرعة في الأرض ، يمر بكل بلد إلا المدينة ومكة .
يمكث الدجال في الأرض أربعون يوماً ؛ يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كأسبوع ، وبقية أيامه كسائر أيامنا . وتكون نهايته على يد المسيح
عيسى ابن مريم عليه السلام .
يدعي الدجال أنه رب العالمين ويدعو الناس إلى الإيمان به ، ولو كان إلهاً كما يزعم لاستطاع أن يحسن صورته ويزيل العور الذي في عينيه .
قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله ليس بأعور ، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية) [صحيح البخاري].
إن الله عز وجل ليس بأعور ، بل هو جميل منزه عن العيوب والنقائص .
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في آخر كل صلاة بعد التشهد الأخير : (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن
فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال) [صحيح مسلم].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم واستعذ بالله من الدجال ، وعلم أهلك وأولادك صفاته .
قال صلى الله عليه وسلم : (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال) [صحيح مسلم].
********************************

#28 فتنة الدجال - هيا نعش #رمضان 7

الجمعة، 1 يوليو 2016

27 رمضان 1437 هـ - رسالة محمد

********************************
27 رمضان 1437 هـ - رسالة محمد
********************************
قال تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) [سورة النحل : 125].
إن الرسالة التي أرسل الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم إلى الناسهي أن يؤمنوا بالله ويعبدوا الله وحده لا شريك له .
ولكي تصل هذه الرسالة كان لابد من طريقة يسلكها النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته .
كان صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله سراً وجهاراً ، وليلاً ونهاراً ، يدعو كل من يلتقي به .
عن طارق بن عبد الله : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق ذي المجاز وهو يقول : (يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) [
إسناده صحيح - المحدث : الوادعي ، في الصحيح المسند عن طارق بن عبد الله المحاربي].
لقد كان صلى الله عليه وسلم يقترب من الناس ؛ يذهب إلى أماكن تجمعهم ويتكلم معهم ، فيرى الناس بأنفسهم هيئته وكيفية حديثه . يرون كيف
يتكلم بلطف معهم ، كيف يبش في وجوههم .
يقول الطفيل بن عمرو الدوسي عنه صلى الله عليه وسلم : فلما رأيت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب .
ولما هاجر إلى المدينة كان صلى الله عليه وسلم يعيش مع الناس .
يتفقد الناس ، ويزور مريضهم ويجيب داعيهم ، ويمشي في حاجة الضعيف والمسكين . فأحبه الناس ولما أحبوه ملك قلوبهم فكان قبول دعوته
أسرع إلى قلوب الناس .
إن المسلم إذا تمثلت فيه أخلاق الإسلام من حسن الخلق وصدق الحديث والوفاء بالعهد وحسن الجوار وصلة الأرحام ، ورأها الناس منه ، فإنها 
دعوة إلى الله ولو لم ينطق بكلمة .
كان صلى الله عليه وسلم يترفق بمن يخطئ فلا يواجه أحداً بما يكره بل يراعي كرامة الإنسان فلا يفضحه أمام الناس .
عن عبد الله بن مسعود قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام ، كراهية السآمة علينا . [صحيح مسلم : كان
صلى الله عليه وسلم يراعي الأوقات في نصحهم فلا يعظهم كل يوم خشية الملل].
قال تعالى : (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) [سورة يوسف : 108].
إن الدعوة إلى الله سبيل وطريقة وفن ، فالدعوة ليست كلمة تقال حتى تبرأ ذمة الداعي ، بل لابد من نتيجة ؛ ألا وهي هداية الخلق .
قال صلى الله عليه وسلم : (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً) [صحيح مسلم].
قال صلى الله عليه وسلم : (رحم الله من سمع منا حديثاً ، فبلغه كما سمعه ، فرب مبلغ أوعى من سامع) [حسن صحيح : الألباني في صحيح
الموارد عن عبد الله بن مسعود].
فقد يعقل المبلغ أكثر من الناقل فيبلغه بطريقة أفضل .
بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري إلى اليمن فقال لهما : (ادعوا الناس ، وبشرا ولا تنفرا ، ويسرا ولا تعسرا)
[صحيح مسلم].
إن النصيحة المباشرة لشخص تلتقي به أول مرة ومن دون معرفة حاله وطباعه قد تؤدي إلى نفور هذا الشخص .
وهناك صنف يتقمص دور الشخص العالم ويتكلم بنبرة الإنسان الذي يعلم ، فهذا قد يبني سداً كبيراً بينه وبين المتلقي .
لابد للداعي أن يعلم حال الإنسان الذي أمامه وما هو الأنسب له ويستخدم معه ألين العبارات ويتكلم معه برفق كي يستقبل هذه النصيحة .
إن الإسلام كالسلعة ، وإنه سلعة ثمينة لكنه قد يفقد قيمته وبريقه إذا قدم بطريقة غير ملائمة .
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وادع إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة .
قال صلى الله عليه وسلم : (بلغوا عني ولو آية) [صحيح البخاري].
********************************

#27 رسالة محمد - هيا نعش #رمضان 7

الخميس، 30 يونيو 2016

26 رمضان 1437 هـ - من سمات النبي

********************************
26 رمضان 1437 هـ - من سمات النبي
********************************
قال الله تعالى : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) [سورة الأنبياء : 107].
خص الله سبحانه وتعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بأحسن الأخلاق وبأجمل الصفات وأحسنها وأتمها .
كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً كان وجهه جميلاً مستنيراً ، وخاصة إذا سر .
قال كعب بن مالك رضي الله عنه : سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور ، وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا سر استنار وجهه ، حتى كأنه قطعة قمر ، وكنا نعرف ذلك منه . [صحيح البخاري].
وكانت عيناه واسعتين جميلتين ، شديدتي سواد الحدقة ، له حمرة في بياض العين .
وكان صلى الله عليه وسلم أبيض اللون ، لين الكف ، طيب الرائحة . كثير شعر اللحية ، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير .
وكان له خاتم النبوة بين كتفيه ، وهو شيء بارز في جسده صلى الله عليه وسلم كالشامة .
فعن جابر بن سمرة قال : (ورأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة ، يشبه جسده) [صحيح مسلم].
كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً . عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من
العذراء في خدرها ، فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه) [صحيح البخاري].
كان صلى الله عليه وسلم كريماً وأكرم الناس لضيوفه .
قال صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) [صحيح البخاري ومسلم].
وكان صلى الله عليه وسلم رحيماً وشملت رحمته الحيوان والطير .
دخل صلى الله عليه وسلم بستاناً لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل ، فأتى صلى الله عليه وسلم الجمل فمسح عليه ، ثم قال : لمن هذا الجمل ؟
فجاء فتى من الأنصار فقال : لي يا رسول الله . فقال له : (أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها ، فإنه شكا لي أنك تجيعه) [سنن
أبي داود].
وأخبر صلى الله عليه وسلم عن رجل سقا كلباً فغفر الله له . فقال الصحابة : يا رسول الله ، وإن لنا في البهائم لأجراً ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : (في كل ذات كبد رطبة أجر) [صحيح البخاري].
وأمر صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الذبيحة حال ذبحها ، ونهى أن تحد آلة الذبح أمام عينيها .
قال صلى الله عليه وسلم : (من رحم ولو ذبيحة عصفور ، رحمه الله يوم القيامة) [حسن : الألباني في صحيح الجامع].
كان يتكلم بجوامع الكلم أي قليل اللفظ كثير المعاني ، يفصل الجمل عن بعضها . وكان يعيد الكلمة ثلاثاً لتعقل عنه .
عن أم المؤمنين عائشة قالت : (كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاماً فصلاً يفهمه كل من سمعه) [حسن : الألباني في صحيح أبي
داود ، والفصل : يفصل الجمل عن بعضها].
أكمل الخلق ذكراً لله عز وجل هو النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان كلامه كله في ذكر الله .
عن أم المؤمنين عائشة قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه) [صحيح مسلم].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وتأسى بهديه وأخلاقه .
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أخبرني بأمر أتشبت به . فقال صلى الله عليه وسلم : (لا يزال لسانك رطباً من
ذكر الله) [صحيح ابن حبان].
********************************

#26 من سمات النبي - هيا نعش #رمضان 7

الأربعاء، 29 يونيو 2016

25 رمضان 1437 هـ - صبر النبي

********************************
25 رمضان 1437 هـ - صبر النبي
********************************
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي يوماً بفناء الكعبة .
فجاء عقبة بن أبي معيط فأخذ برداء النبي ، ثم لوى ثوبه في عنقه ، فخنقه خنقاً شديداً . ولم يستطع أحد أن يدفع عنه صلى الله عليه وسلم .
وعندما رأى أبو بكر الصديق هذا المشهد أسرع فدفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : (أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم) .
لقد أوذي صلى الله عليه وسلم أذىً كثيراً ، وصفه قومه بأنه مجنون وشاعر وكاهن وساحر . يسمع منهم هذه العبارات لكنه يظل صابراً محتسباً .
وفي يوم أحد شج وجهه وكسرت رباعيته ، فشق ذلك على أصحابه فقالوا : يا رسول الله ، ادع على المشركين .
فقال صلى الله عليه وسلم : (إني لم أبعث لعاناً ، وإنما بعثت رحمة) [صحيح مسلم عن أبي هريرة].
ولما أوذي صلى الله عليه وسلم وهو عائد من الطائف ورموه بالحجارة وسالت الدماء من قدميه ، جاءه جبريل ومعه ملك الجبال فقال : إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين . فكان جوابه صلى الله عليه وسلم :
(بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئاً) [صحيح مسلم].
كانوا يشتمونه وينادوه : يا مذمم . فلا يحزن ولا يلتفت إليهم صلى الله عليه وسلم بل يقول : (ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم ! يشتمون مذمماً ، ويلعنون مذمماً ، وأنا محمد) [صحيح البخاري عن أبي هريرة].
إن الحياة لا تخلو من مستهزئين ، ولا تخلو من المصاعب والمشكلات فلا تأبه فإن الله معك .
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ النبي من قميصه بقوة وقال : ألا تقضيني يا محمد حقي ؟ فو الله ما علمتكم بني عبد المطلب إلا مطلاً .
فانقض عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال : يا عدو الله ، والله لولا أني أخشى غضبه لضربت بسيفي هذا عنقك .
فقال صلى الله عليه وسلم : (يا عمر ، كنا أحوج إلى غير هذا ، أن تأمرني بحسن الأداء ، وأن تأمره بحسن الطلب ، خذه فأعطه حقه ، وزده عشرين صاعاً من تمر جزاء ما روعته) .
فأخذه عمر فأعطاه حقه وزاده . فقال الرجل : أتعرفني يا عمر ؟ قال : لا ، فمن أنت ؟
فقال : أنا زيد بن سعنة حبر اليهود . فقال عمر : فما دعاك أن تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلت وتفعل به ما فعلت ؟
فقال : لقد نظرت في علامات النبوة فوجدت كل العلامات فيه إلا اثنتين : يسبق حلمه جهله ، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً ، فقد اختبرتهما . فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . [صحيح ابن حبان]
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (أوصني) . فقال : (لا تغضب) فعاد إلى النبي مراراً ، فقال : (لا تغضب) [صحيح البخاري].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وكن حليماً صبوراً .
جاء رجال من قبيلة عبد القيس ليسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فتسابقوا إليه . وتأخر عنهم رجل يدعى الأشج فتريث في لبس ملابسه ونفض غباره ثم جاء يمشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
فقال صلى الله عليه وسلم له : (إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة) [صحيح مسلم].
********************************

24 رمضان 1437 هـ - القرآن

********************************
24 رمضان 1437 هـ - القرآن
********************************
قال الله تعالى : (ورتل القرآن ترتيلاً) [سورة المزمل : 4].
أمر الله عز وجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بتلاوة آيات القرآن العظيم .
إن القرآن هو كلام الله عز وجل المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هو معجزة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ، تحدى الله U الناس جميعاً أن يأتوا بمثله أو بمثل سورة منه .
لقد تكفل الله عز وجل حفظ كتابه بنفسه .
قال الله تعالى : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [سورة الحجر : 9].
قال صلى الله عليه وسلم : (إن لله أهلين من الناس) قالوا : يا رسول الله ، من هم ؟ قال : (هم أهل القرآن ؛ أهل الله وخاصته) [صحيح :
الألباني في صحيح ابن ماجه عن أنس بن مالك].
كان صلى الله عليه وسلم يحب القرآن ويفرح بلقاء جبريل عليه السلام عندما يقرأ القرآن معه .
وكان صلى الله عليه وسلم يخاف أن ينسى شيئاً منه ، فصار يتعجل بحفظ آياته . فقال الله تعالى : (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه
وقرآنه) [سورة القيامة : 16 - 19].
كان صلى الله عليه وسلم يحب أن يقرأ القرآن في كل يوم ، له حزب يقرؤه ولا يخل به .
فإذا استفتح قراءته قال : (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) .
كان يقطع قراءته ويقف عند كل آية ، ويمد حروف المد .
يحب أن يرتل ويزين قراءته ، ويقول : (زينوا القرآن بأصواتكم ، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع
عن البراء بن عازب].
قال الله تعالى : (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم) [سورة الحجر : 87 - 88].
لقد بين الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم أن ما آتاه من آيات القرآن العظيم لهو خير وأفضل من الدنيا وزينتها .
كان يقرأ القرآن قائماً وقاعداً ومضطجعاً ، ومتوضأً ومحدثاً ، ولم يكن يمنعه من القراءة إلا الجنابة .
قال الله تعالى : (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً) [سورة الفرقان : 30].
لقد شكا صلى الله عليه وسلم قومه إلى ربه لما هجروا القرآن .
إن كتاب الله أجل من أن يترك أياماً من دون أن يفتح . لابد أن يكون في أنفسنا شوق للقرآن .
إن القرآن ليس كتاب نقرأه في المسجد فقط ، بل هو رفيق درب ، يظل معك في كل حياتك ، تقرأه في الصباح وتقرأه في المساء .
قال صلى الله عليه وسلم : (من سره أن يحب الله ورسوله ، فليقرأ في المصحف) [حسن : الألباني في صحيح الجامع والسلسلة الصحيحة عن
عبد الله بن مسعود].
إن وجدت فراغاً وأنت في بيتك فافتح المصحف واقرأ من آياته واحتسب أن الله يدخر لك ما تقرأه عنده .
قال صلى الله عليه وسلم : (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول آلم حرف ، ولكن : ألف حرف ولام
حرف وميم حرف) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع وصحيح الترمذي].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم واجعل لك ورداً يومياً من القرآن . وليكن القرآن رفيقك .
قال صلى الله عليه وسلم : (اقرؤوا القرآن ، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) [صحيح مسلم].
********************************

#25 صبر النبي - هيا نعش #رمضان 7

الاثنين، 27 يونيو 2016

23 رمضان 1437 هـ - مع غير المسلمين

********************************
23 رمضان 1437 هـ - مع غير المسلمين
********************************
مرت جنازةٌ يوماً أمام النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام لها ، فقيل له : يا رسول الله ، إنما هي جنازة يهودي . فقال صلى الله عليه وسلم : (أليست نفساً) [صحيح : في صحيح مسلم ، وفي صحيح أبي داود].
لقد كان صلى الله عليه وسلم رحيماً بالناس كلهم ، لم يكن يميز بين مسلم أو غير مسلم .
يتعامل مع الناس عموماً بالإحسان ، ومن المبادئ التي اهتم بها أن يتعايش مع كل البشر .
لقد كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع غير المسلمين ، يحسن إليهم ويزورهم ويبيع ويشتري منهم .
فقد قبل صلى الله عليه وسلم هدية من المقوقس حاكم مصر ، وتوفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي .
كان غلام يهودي يخدم عند النبي صلى الله عليه وسلم . وفي يوم فقد النبي صلى الله عليه وسلم خادمه اليهودي ، فأخبروه بأن الفتى طريح الفراش ، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم إليه كي يزوره .
فلما دخل بيته وجده يصارع سكرات الموت فقعد صلى الله عليه وسلم عند رأسه وقال له : (أسلم) . فنظر الغلام إلى أبيه ، فقال أبوه : أطع أبا القاسم . فأسلم الغلام ، فابتسم النبي صلى الله عليه وسلم وخرج من عنده وهو يقول : (الحمد لله الذي أنقذه من النار) [في صحيح البخاري].
ويتأكد التعامل الحسن مع الوالدين ومع الأقارب منهم .
سألت أسماء بنت أبي بكر : يا رسول الله ، إن أمي قد قدمت عليّ وهي مشركة ، أفأصلها ؟ قال صلى الله عليه وسلم : نعم ، صلي أمك . [صحيح : الألباني في صحيح الترغيب وصحيح أبي داود].
كان صلى الله عليه وسلم حريصاً على أن يتعلم المسلمون اللغات المختلفة ، كي يسهل التواصل ويحصل التعايش مع الناس ، ولأجل دعوتهم إلى الإسلام . فأمر زيد بن ثابت رضي الله عنه أن يتعلم لغة اليهود ليكاتبهم بها ويقرأ كتبهم إذا وردت إليه .
إن المسلم المقيم في بلاد غير المسلمين هو سفير عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلابد أن يتحلى بأداب وأخلاق الإسلام وأن يتعامل بالأحسن معهم ، فيتكلم معهم بألين العبارات ، ويلبي دعوتهم ويقدم لهم الهدية .
قال الله تعالى : (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) [سورة الممتحنة : 8].
لقد حفظ محمد صلى الله عليه وسلم وضمن لغير المسلمين آمنهم ، فلا يتعرض لهم بسوء لا من المسلمين ولا من غيرهم ما داموا في أرض الإسلام .
قال صلى الله عليه وسلم : (ألا من ظلم معاهداً ، أو انتقصه حقه ، أو كلفه فوق طاقته ، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه ، فأنا حجيجه يوم القيامة) [صحيح : الألباني في صحيح الجامع].
أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقف مع المعاهد ويكون خصماً لهذا الظالم في يوم القيامة .
والمعاهد هو الرجل يدخل إلى بلاد الإسلام ، وقد أخذ عهداً من المسلمين بالأمان ، فيحرم قتله .
قال صلى الله عليه وسلم : (من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً) [صحيح البخاري].
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وكن سفيراً حسناً لدين الإسلام .
لقد تعامل صلى الله عليه وسلم مع كل الناس تعاملاً قائماً على العدل والصدق والرحمة ، فلم يجبر أو يكره أحداً على الدخول بالإسلام ، ولم يسلب الحرية من الذين لم يتبعوه .
********************************