الجمعة، 1 يوليو 2016

27 رمضان 1437 هـ - رسالة محمد

********************************
27 رمضان 1437 هـ - رسالة محمد
********************************
قال تعالى : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) [سورة النحل : 125].
إن الرسالة التي أرسل الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم إلى الناسهي أن يؤمنوا بالله ويعبدوا الله وحده لا شريك له .
ولكي تصل هذه الرسالة كان لابد من طريقة يسلكها النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته .
كان صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله سراً وجهاراً ، وليلاً ونهاراً ، يدعو كل من يلتقي به .
عن طارق بن عبد الله : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق ذي المجاز وهو يقول : (يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) [
إسناده صحيح - المحدث : الوادعي ، في الصحيح المسند عن طارق بن عبد الله المحاربي].
لقد كان صلى الله عليه وسلم يقترب من الناس ؛ يذهب إلى أماكن تجمعهم ويتكلم معهم ، فيرى الناس بأنفسهم هيئته وكيفية حديثه . يرون كيف
يتكلم بلطف معهم ، كيف يبش في وجوههم .
يقول الطفيل بن عمرو الدوسي عنه صلى الله عليه وسلم : فلما رأيت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب .
ولما هاجر إلى المدينة كان صلى الله عليه وسلم يعيش مع الناس .
يتفقد الناس ، ويزور مريضهم ويجيب داعيهم ، ويمشي في حاجة الضعيف والمسكين . فأحبه الناس ولما أحبوه ملك قلوبهم فكان قبول دعوته
أسرع إلى قلوب الناس .
إن المسلم إذا تمثلت فيه أخلاق الإسلام من حسن الخلق وصدق الحديث والوفاء بالعهد وحسن الجوار وصلة الأرحام ، ورأها الناس منه ، فإنها 
دعوة إلى الله ولو لم ينطق بكلمة .
كان صلى الله عليه وسلم يترفق بمن يخطئ فلا يواجه أحداً بما يكره بل يراعي كرامة الإنسان فلا يفضحه أمام الناس .
عن عبد الله بن مسعود قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة في الأيام ، كراهية السآمة علينا . [صحيح مسلم : كان
صلى الله عليه وسلم يراعي الأوقات في نصحهم فلا يعظهم كل يوم خشية الملل].
قال تعالى : (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) [سورة يوسف : 108].
إن الدعوة إلى الله سبيل وطريقة وفن ، فالدعوة ليست كلمة تقال حتى تبرأ ذمة الداعي ، بل لابد من نتيجة ؛ ألا وهي هداية الخلق .
قال صلى الله عليه وسلم : (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً) [صحيح مسلم].
قال صلى الله عليه وسلم : (رحم الله من سمع منا حديثاً ، فبلغه كما سمعه ، فرب مبلغ أوعى من سامع) [حسن صحيح : الألباني في صحيح
الموارد عن عبد الله بن مسعود].
فقد يعقل المبلغ أكثر من الناقل فيبلغه بطريقة أفضل .
بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري إلى اليمن فقال لهما : (ادعوا الناس ، وبشرا ولا تنفرا ، ويسرا ولا تعسرا)
[صحيح مسلم].
إن النصيحة المباشرة لشخص تلتقي به أول مرة ومن دون معرفة حاله وطباعه قد تؤدي إلى نفور هذا الشخص .
وهناك صنف يتقمص دور الشخص العالم ويتكلم بنبرة الإنسان الذي يعلم ، فهذا قد يبني سداً كبيراً بينه وبين المتلقي .
لابد للداعي أن يعلم حال الإنسان الذي أمامه وما هو الأنسب له ويستخدم معه ألين العبارات ويتكلم معه برفق كي يستقبل هذه النصيحة .
إن الإسلام كالسلعة ، وإنه سلعة ثمينة لكنه قد يفقد قيمته وبريقه إذا قدم بطريقة غير ملائمة .
عش كالمصطفى صلى الله عليه وسلم وادع إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة .
قال صلى الله عليه وسلم : (بلغوا عني ولو آية) [صحيح البخاري].
********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق