---------------------------------------------------
كل واحد منا له أسرار وخفايا ، ولديه أخطاء وذنوب لا يحب أن يطلع عليها أحد ، ويرغب أن تبقى مخفية عن الناس . وكان أمره صلى الله عليه وسلم إذا ابتلي أحدنا بهذه المعاصي أن يستر نفسه . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أتى من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله) [صحيح على شرط البخاري ومسلم].
الستر
والستر بمعنى ستر الشيء وأخفاه ، والله يحب الستر على عباده ويبغض القبائح . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله عز وجل حيي ستير ؛ يحب الحياء والستر) [صحيح أبي داود]. ومن أسماء الله تعالى الحسنى اسم الستير .
من طبع الإنسان أن يستمتع بذكر فضائح الناس . قد يخطئ شخص في أداء عمله فيقوم زميله بفضحه أمام الجميع . قد تحدث زلة من شخص مشهور فتنتشر بسرعة في الإنترنت ويصير سخرية البشر . وأكثر ما يقوم عليه الإعلام اليوم هو الفضائح ومراقبة الناس . ألا يعلم الإنسان أن مليء بالعيوب أيضاً !
تأمل ستر الله لعباده : قد يشتهي العبد معصية معينة ، فيعزم على القيام بها ويرتب نفسه كي لا يراه أحد . فإذا بدأ العبد بالمعصية فإن الله تعالى يقوم بستره ويمنع الناس من الإطلاع عليه ؛ حتى لا ينفضح أمره ؛ رأفة ورحمة منه عز وجل . فإذا انتهى من المعصية فإن الله عز وجل يدعوه إلى التوبة ؛ وقد يمهله سنوات كي يرجع إليه ، بل وينتظره في كل يوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ؛ حتى تطلع الشمس من مغربها) [رواه مسلم]. كم أنت حليم صبور على عبادك يا الله .
استسقى نبي الله موسى عليه السلام ربه ، فقال له الله : يا موسى ، إن فيكم عاصياً . فقال موسى عليه السلام لقومه : من كان يعصي الله فليغادرنا . فإذا بهذا العبد يقول في نفسه : إني تبت إليك يا رب فاسترني . وإذا بالمطر ينزل ، فقال موسى عليه السلام : يا رب من هذا الذي عظمت توبته ؟ فقال الله : لقد سترته وهو يعصيني ، أفأفضحه وقد عاد إلي ؟
سيقف العبد في يوم القيامة أمام ربه وجميع الخلائق تنظر إليه ؛ هو خائف أن تنكشف ذنوبه التي كان يخفيها عنهم في الدنيا . لا يعلم هل سيستره الله ؟ فإذا به عز وجل يختار له الستر ، ويقول الله تعالى : سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم .
فينطلق فرحاً مسروراً ويذهب إلى الجنة ، ولم يعلم بفضيحته أحد .
استر على أخيك ؛ ولو كان غير مسلم . لا تسمح لأحد بأن يغتابه أو يذمه ، والمرأة تستر زوجها فلا تفضح سره . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) [أخرجه البخاري ومسلم].
دعاء الله بالستر ، والتوبة والاستغفار ؛ وفي ذلك الوقت ستدرك ثمرة كلمة (أستغفر الله) .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه ، فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه) [متفق عليه].
إن الله ستير ؛ وما دام أن الله سترك فيجب أن تستر نفسك ، وألا تبوح بأخطائك لأي إنسان . كن ذكياً ؛ فكما أنه سترك في الخلوة حيث لا يراك أحد ، فأطعه بالخلوة حيث لا يراك أحد . قدم عمل خير سراً ، وداوم عليه ولو كان يسيراً ؛ صل بالليل، تصدق ، أطعم حيواناً ؛ المهم ألا يعلم بك أحد .
---------------------------------------------------
* الجنة هدفي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صدقة السر تطفئ غضب الرب) [رواه الطبراني في الصغير].
* للصائم عند فطره دعوة لا ترد :
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
---------------------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق